في 1990، زار الفنان التشكيلي الروسي ستانيسلاس مالاكوف (1935 - 2019) تونس، ولاحقاً قرّر الاستقرر فيها مع أسرته، وفيها نشأت ابنته أولغا مالاكوفا، ولعلّ متابع مسيرتها التشكيلية يلاحظ حجم حضور العناصر البصرية التونسية في أعمالها.
حتى وهي تشتغل على ثيمة ذات مرجعية تُحيل إلى ثقافتها الأم تحضر هذه اللمسة التونسية، وهو ما يتجلّى في معرضها "أخيلة عيد الميلاد" المقام حالياً في "غاليري إيماجن" في قرطاج، بالقرب من تونس العاصمة.
افتتح المعرض في 17 كانون الأوّل/ ديسمبر الجاري، ويمتدّ حتى نهاية الشهر. وبما أن أعياد الميلاد هي محور المعرض، كما يشير العنوان، تحضر الشجرة المزّينة كموتيف أساسي في معظم لوحات المعرض، لكن مالاكوفا تقدّم تركيبات لهذه الأشجار مع العناصر البصرية التونسية، سواء بوضع شجرة الميلاد في سياق مشهدية خاصة أو تزيين الشجرة بتلك العناصر، وهو ما يخلق بشكل من الأشكال شجرة ميلاد تونسية.
بشكل ما يمكن اعتبار هذا المعرض امتداداً لمعرض سابق لمالاكوفا أقامته هذا العام في تونس، وحمل عنوان "فيمن"، وفي اشتغلت على كونية العناصر الأنثوية، وكانت الزينة مرّة أخرى عنصر الربط، حيث يظهر معرضها أن تعدد النساء تقابله وحدة عميقة في البحث عن تجميل الصورة.
يحتفي معرض "أخيلة عيد الميلاد" أيضاً بمظاهر الفرح التي ترافق فترة الأعياد، لكنّها تؤكّد عبد خياراتها البصرية بأنه لا توجد هوية خاصّة، بل أكثر من ذلك يمكنه أن يحتضن هويات متنافرة في إطار واحد.