في الثامن من آذار/ مارس الماضي، اختتم معرض "أبعد من المسافة - وصل" الذي استضافه "غاليري القاهرة عمّان" في العاصمة الأردنية، بمشاركة ثلاثة فنانين تشكيليين، هم: سلمان المالك من قطر، ومحمد الجالوس من الأردن، وقاسم الساعدي من العراق.
تنطلق عند الخامسة من مساء الإثنين المقبل المحطّة الثانية من المعرض في غاليري "مطافئ: مقرّ الفنانين" بالدوحة والذي يتواصل حتى الثلاثين من الشهر المقبل بتنظيم من "غاليري المرخية"، قبل أن ينتقل في محطة ثالثة إلى هولندا، ومن بعدها إلى مدينة كيب تاون في جنوب أفريقيا، ومن ثم إلى المغرب.
فكرة إقامة المعرض الذي يشارك في تنظيمه "غاليري فرانك فيلكنهاوزن" بأمستردادم بالإضافة إلى قاعتي العرض الأردنية والقطرية، انطلقت مع انتشار "كوفيد- 19"، الذي وضع الفن في عزلة وخلق حدوداً بين الفنانين أنفسهم، وبين الفنانين والجمهور في مختلف أنحاء العالم.
وكتَب الفنانون الثلاثة في بيان معرضهم: "لأن الفن هو الأكثر إخلاصاً للحياة، فإنه يهب البديل الآسر لما تكسَّر من أحلام، وأجنحة جديدة لتلك التي أنهكتها الرياح والأنواء، وقد يكون الفنان أكثر عُزلة من ناسكٍ، لكنه وفي كل تأمل وعمل فني جديد يمنح العالم فرصة للدهشة لإعادة اكتشاف العالم، وبشارة لفجر جديد للإنسانية يليق بها وبتطلعاتها نحو الأجمل والأسمى، نحو عالم دونما شقاء".
يذهب الساعدي (1949)، الذي درّس الفن لسنوات طويلة، إلى توظيف عناصر ورموز تنتمي إلى ميثولوجيا حضارات وادي الرافدين في أعمال تعتمد لغة تجريدية في الأساس، وتمتزج فيها زخارف هندسية وحروفيات من أبجديات متعددة تحيل إلى الرُقم واللفائف التي نُقشت عليها كتابات مسمارية.
ويقدّم المالك (1958)، الذي بدأ ممارسة الرسم منذ ثمانينيات القرن الماضي، مفردات البيئة المحيطة به وإشارات من الموروث الجمعي في لوحات تجمع البحر بالصحراء؛ المكوّنين الأساسين في ذاكرته، مع محاولات لإبراز العلاقات بين جغرافتين متناقضتين، حيث حرارة الشمس تلتقي ببرودة الماء، وهو ما تعكسه خياراته اللونية.
أما الجالوس (1960)، فيتتبّع حركة الإنسان في المدينة، من خلال تصوير مشاهد ويوميات في البيوت والشوارع والأسواق ودور العبادة في مدن متعدّدة، مثل القدس ونابلس وعمّان والسلط والفحيص وغيرها، في توثيق بصري لحركة العمران وتطوّره.