تحت عنوان "السلام المستحيل"، صدر الجزء الخامس من سلسلة "مسألة فلسطين" لهنري لورنس عن دار "فايار" في باريس. يتناول المؤرخ الفرنسي في هذا الجزء اجتياح بيروت 1982 مروراً باتفاقية السلام وما تلاها من مرحلة تأسيس السلطة الفلسطينية ومعضلاتها، وينتهي عند عام 2001.
يعتبر عمل لورنس الضخم أحد أهم الأعمال التي وُضعت لتوثيق تاريخ القضية الفلسطينية؛ إذ استند في الأجزاء السابقة إلى وثائق لم يسبق معالجتها والتطرّق إليها، وحرص على تقديم عمل تاريخي توثيقي يمتد من نهايات القرن الثامن عشر وصولاً إلى الجزء الأخير.
كان الجزء الأول من "مسألة فلسسطين" قد صدر بعنوان "اختراع الأرض المقدّسة"، ويبدأ فيه لورنس من عام 1799، مع حملة بونابرت على بلاد الشام وينتهي عند عام 1922. ويتناول تاريخ فلسطين والمنطقة في تلك الفترة، ثم ظهور الحركة الصهيونية، وملابسات المصالح الدولية وواقع اليهود في أوروبا. إضافة إلى الجانب التاريخي، هناك آخر تحليلي يكشف علاقة الدول المختلفة بما وقع منذ تأسيس الحركة وحتى احتلال فلسطين.
أما الجزء الثاني، فجاء بعنوان "مهمّة مقدّسة للحضارة" ويبدأ من عام 1922 وينتهي في 1947، وفيه يتطرّق المؤرِّخ إلى فترة الانتداب البريطاني ووعد بلفور والهجرة اليهودية إلى فلسطين بشكل أساسي.
"تحقُّق النبوءات" كان عنوان الجزء الثالث من العمل الضخم، ويبدأ من عام 1947 وينتهي في 1967. ويضمّ أحداث حربي النكبة والنكسة ودور الدول العربية والغربية.
كان الجزء الرابع الذي حمل عنوان "غصن الزيتون وبندقية المحارب" قد تناول الفترة الممتدّة منذ عام 1967 وحتى اجتياج بيروت 1982.
ما يميّز طرح لورنس في مجمله هو تعامله مع القضية الفلسطيية بوصفها قضية عالمية، تاريخها مرتبط بما يحدث في أكثر من بلد ومع أكثر من سياسة، ومن هنا جاءت الدراسة التاريخية التحليلية لها شاملة على نحو لم يتوفّر في كتب أخرى.
يذكر أن "المركز القومي للترجمة" في القاهرة، كان قد نشر الأجزاء الأربعة الأولى بترجمة بشير السباعي.
اقرأ أيضاً: بعثة فلسطين في اليونسكو: سابقة في التفريط الثقافي