11 مايو 2020
كورونا وأزمة التدريس عن بعد في الجامعة التونسية
لم تكن تونس في معزل عن الإصابة بفيروس الكورونا مثل بقية دول العالم، وأمام بداية تفشي هذا الفيروس بمختلف جهات البلاد وتفادياً لمزيد الإصابة به في ظل غياب مضاد لهذا الوباء المستجد، أخذت الدولة في تونس العديد من الإجراءات الوقائية تمثلت أساساً في حظر التجول ليلا وإغلاق كل المؤسسات التربوية وإيقاف كل التظاهرات الثقافية والرياضية وآخرها الحجر الصحي التام.
تونس مثل بقية الدول المنكوبة، لم تختر هذه الإجراءات وخاصة في ما يتعلق بغلق المؤسسات الجامعية التي كانت أغلبها في فترة امتحانات السداسي الثاني وقبل شهر تقريبا من انتهاء السنة الجامعية، الشيء الذي دفع بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى اللجوء إلى التعليم عن بعد Distance Learning لإنهاء وإنجاح السنة الجامعية، وقد دعا وزير التعليم العالي في منشور وزاري عدد 14 لسنة 2020 مؤرخ في 19 مارس/ آذار 2020 الجامعيين للاعتماد على طريقة التعليم عن بعد، مستغلاً في ذلك وجود جامعة افتراضية تسمى جامعة تونس الافتراضية والتي مرت على إحداثها تقريبا 17 سنة، قطعت خلالها هذه المؤسسة خطوات مهمة في التكوين الأفقي بتأمين تكوين إشهادي في 11 ماجستير و9 إجازات، كما تقوم بتوفير منصة لبقية الجامعات للتكوين في بعض المواد الأفقية خاصة.
وقد يبدو لوزارة التعليم العالي أن وجود مؤسسة تعنى بالتعليم الجامعي عن بعد كافٍ، وهو على حد اعتقادنا قد يكون كذلك من الناحية التقنية البحتة، إلا أن العديد من العوائق الهيكلية بالأساس تعيق هذا المسار الذي فرضه وباء كورونا المستجد.
أهم هذه العوائق:
- الطلبة المعزولون في الأرياف قد لا تصل إليهم تغطية الإنترانت أو أن التغطية الضعيفة لن تمكنهم من متابعة سلسة للدروس والمحاضرات.
- الطلبة المنتمون إلى فئات ضعيفة الدخل ليست لديهم أجهزة كمبيوتر أو هواتف ذكية.
- الأساتذة، وخاصة في مجال الإنسانيات، غير قادرين في أغلبهم على استيعاب التقنيات الضرورية ليتمكنوا من القيام بالتدريس عن بعد لطلبتهم، إضافة إلى أن اغلبهم يعتمدون على الطريقة التقليدية في التدريس، بمعنى أن دروسهم غير جاهزة في أبسط صيغها الإلكترونية مثل PDF.
- كما أن التقييم النهائي للطلبة يبقى مبهماً لدى الجميع عند اعتماد التعليم عن بعد.
من الملاحظ أن وزارة التعليم العالي مصرّة على اتباع هذا النهج، مدعمة موقفها بوجود منصة رقمية مهمة لدى جامعة تونس الافتراضية، وكذلك بأن عملية التدريس عن بعد ستشمل ما تبقى من الدروس وليس كامل الدروس موزعة على السداسي الأول والثاني، وكأنها، أي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تريد أن تستثمر في كورونا لحث الأساتذة على الانخراط في هذه التجربة الافتراضية المتبعة في الدول المتقدمة واستغلال هذا الظرف الاستثنائي للدخول في التعليم الافتراضي، ناسية أن أغلب الأساتذة لا يتقنون بل لا يعرفون البرامج التي تساعدهم على التعلم عن بعد مثل تطبيق "بلاك بورد" Black Board أو تطبيق "غوغل كلاسروم" Google Classroom أو Mindspark.
إن الأمر يبقى رهينة وضع متأزم اجتماعيا ونفسيا إضافة إلى العوائق الهيكلية سابقة الذكر، ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن نؤسس برامج للارتقاء وتطوير المنظومة الجامعية في وقت الأزمات التي لا تتوفر فيها أدنى أسباب النجاح الموضوعية.
ويبقى كل الفاعلين في منظومة التعليم العالي في تونس من طلبة وأساتذة وإدارة عاجزين عن الجواب عن تساؤل مهم وهو: كيف يمكن إنهاء السنة الجامعية بنجاح في حال استمرت آفة كورونا؟
تونس مثل بقية الدول المنكوبة، لم تختر هذه الإجراءات وخاصة في ما يتعلق بغلق المؤسسات الجامعية التي كانت أغلبها في فترة امتحانات السداسي الثاني وقبل شهر تقريبا من انتهاء السنة الجامعية، الشيء الذي دفع بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى اللجوء إلى التعليم عن بعد Distance Learning لإنهاء وإنجاح السنة الجامعية، وقد دعا وزير التعليم العالي في منشور وزاري عدد 14 لسنة 2020 مؤرخ في 19 مارس/ آذار 2020 الجامعيين للاعتماد على طريقة التعليم عن بعد، مستغلاً في ذلك وجود جامعة افتراضية تسمى جامعة تونس الافتراضية والتي مرت على إحداثها تقريبا 17 سنة، قطعت خلالها هذه المؤسسة خطوات مهمة في التكوين الأفقي بتأمين تكوين إشهادي في 11 ماجستير و9 إجازات، كما تقوم بتوفير منصة لبقية الجامعات للتكوين في بعض المواد الأفقية خاصة.
وقد يبدو لوزارة التعليم العالي أن وجود مؤسسة تعنى بالتعليم الجامعي عن بعد كافٍ، وهو على حد اعتقادنا قد يكون كذلك من الناحية التقنية البحتة، إلا أن العديد من العوائق الهيكلية بالأساس تعيق هذا المسار الذي فرضه وباء كورونا المستجد.
أهم هذه العوائق:
- الطلبة المعزولون في الأرياف قد لا تصل إليهم تغطية الإنترانت أو أن التغطية الضعيفة لن تمكنهم من متابعة سلسة للدروس والمحاضرات.
- الطلبة المنتمون إلى فئات ضعيفة الدخل ليست لديهم أجهزة كمبيوتر أو هواتف ذكية.
- الأساتذة، وخاصة في مجال الإنسانيات، غير قادرين في أغلبهم على استيعاب التقنيات الضرورية ليتمكنوا من القيام بالتدريس عن بعد لطلبتهم، إضافة إلى أن اغلبهم يعتمدون على الطريقة التقليدية في التدريس، بمعنى أن دروسهم غير جاهزة في أبسط صيغها الإلكترونية مثل PDF.
- كما أن التقييم النهائي للطلبة يبقى مبهماً لدى الجميع عند اعتماد التعليم عن بعد.
من الملاحظ أن وزارة التعليم العالي مصرّة على اتباع هذا النهج، مدعمة موقفها بوجود منصة رقمية مهمة لدى جامعة تونس الافتراضية، وكذلك بأن عملية التدريس عن بعد ستشمل ما تبقى من الدروس وليس كامل الدروس موزعة على السداسي الأول والثاني، وكأنها، أي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، تريد أن تستثمر في كورونا لحث الأساتذة على الانخراط في هذه التجربة الافتراضية المتبعة في الدول المتقدمة واستغلال هذا الظرف الاستثنائي للدخول في التعليم الافتراضي، ناسية أن أغلب الأساتذة لا يتقنون بل لا يعرفون البرامج التي تساعدهم على التعلم عن بعد مثل تطبيق "بلاك بورد" Black Board أو تطبيق "غوغل كلاسروم" Google Classroom أو Mindspark.
إن الأمر يبقى رهينة وضع متأزم اجتماعيا ونفسيا إضافة إلى العوائق الهيكلية سابقة الذكر، ولا يمكن في أي حال من الأحوال أن نؤسس برامج للارتقاء وتطوير المنظومة الجامعية في وقت الأزمات التي لا تتوفر فيها أدنى أسباب النجاح الموضوعية.
ويبقى كل الفاعلين في منظومة التعليم العالي في تونس من طلبة وأساتذة وإدارة عاجزين عن الجواب عن تساؤل مهم وهو: كيف يمكن إنهاء السنة الجامعية بنجاح في حال استمرت آفة كورونا؟