11 فبراير 2022
خاشقجي... جريمة ليست للنسيان
رغم مرور قرابة شهرين على جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول يوم 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لا يزال صدى الجريمة وتداعياتها مدوياً في أصقاع العالم، ولا تزال القضية تأخذ حيزاً في صدارة الأخبار والتغطيات الصحافية عربياً وعالمياً.
يرى كثير من المتابعين أن اهتمام المؤسسات الإعلامية بتغطية مثل هذه الجريمة، بعد مرور كل هذا الوقت فيه نوع من المبالغة، لكن هؤلاء لا ينظرون إلى بشاعة الجريمة التي فرضت نفسها على وسائل الإعلام بوصفها من أبشع جرائم التصفيات السياسية على مر التاريخ، أضف إلى أنها ارتكبت بحق صحافي، قصد قنصلية بلاده لاستخراج وثائق شخصية وتم قتله وتقطيع جثته مع سبق الإصرار والترصد ومن أعلى مستويات القيادة السعودية، بحسب تصريحات السلطات التركية.
كان خاشقجي صحافياً معروفاً وكاتب عمود أسبوعي في "واشنطن بوست" الأميركية ينتقد من خلاله سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أكثر من ملف وخصوصاً في حملة الاعتقالات التي شنها ضد أمراء واقتصاديين وعلماء دين يختلفون معه في عدد من القضايا، ولأن القيادة السعودية تخاف من الانتقاد وتعتبره خروجاً عن ولي الأمر، قررت التخلص منه بأي شكل من الأشكال ولو كان بتلك الطريقة البشعة وفي مرفق دبلوماسي يتبعها على أرض أجنبية.
يرى كثير من المتابعين أن اهتمام المؤسسات الإعلامية بتغطية مثل هذه الجريمة، بعد مرور كل هذا الوقت فيه نوع من المبالغة، لكن هؤلاء لا ينظرون إلى بشاعة الجريمة التي فرضت نفسها على وسائل الإعلام بوصفها من أبشع جرائم التصفيات السياسية على مر التاريخ، أضف إلى أنها ارتكبت بحق صحافي، قصد قنصلية بلاده لاستخراج وثائق شخصية وتم قتله وتقطيع جثته مع سبق الإصرار والترصد ومن أعلى مستويات القيادة السعودية، بحسب تصريحات السلطات التركية.
كان خاشقجي صحافياً معروفاً وكاتب عمود أسبوعي في "واشنطن بوست" الأميركية ينتقد من خلاله سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أكثر من ملف وخصوصاً في حملة الاعتقالات التي شنها ضد أمراء واقتصاديين وعلماء دين يختلفون معه في عدد من القضايا، ولأن القيادة السعودية تخاف من الانتقاد وتعتبره خروجاً عن ولي الأمر، قررت التخلص منه بأي شكل من الأشكال ولو كان بتلك الطريقة البشعة وفي مرفق دبلوماسي يتبعها على أرض أجنبية.
يعتقد بن سلمان أن إزاحة أي صوت معارض بأي طريقة كانت، تجعل الطريق سالكاً له نحو العرش بدون ضوضاء، لكنه في جريمة اغتيال خاشقجي لم يكن يعلم أنه بذلك قد فتح على نفسه وعلى مشروعه الذي ما فتئ يحشد أصوات العالم لتلميعه والترويج له، أبواب الجحيح.
ولي عهد شاب يسوق نفسه لدى الغرب باعتباره المجدد في البيئة السعودية المنغلقة، يرسل 15 شخصاً بينهم ضباط استخبارات وحراس يتبعونه شخصياً، إضافة إلى خبير تشريح، إلى قنصلية بلاده في إسطنبول لقتل صحافي أعزل لا ذنب له سوى أنه قام بتعرية هذا المشروع المزيف لبن سلمان لدى الغرب.
لا شك في أن بن سلمان يخاف من الأصوات المعارضة إلى حد كبير، لكن في قضية خاشقجي ما أزعجه أكثر هو أن هذا الصوت الناقد كان ينطلق من هناك في أميركا حيث مصنع وقواعد ترويج مشروعه لدى الغرب، ولو أن خاشقجي كان يكتب في أي وسيلة عربية أو أوروبية لما انزعج بهذا الشكل وهو يرى مقالات خاشقجي التي نشرت في "واشنطن بوست" تلقى رواجاً في الولايات المتحدة ويتم تناقلها في بقية وسائل الإعلام العربية والدولية، ومنذ ذلك الوقت قرر بن سلمان وبدأ في مخططه للتخلص من خاشقجي.
يلعب ولي العهد السعودي على الوقت في تحويل هذه الجريمة إلى حدث عابر، كما يحاول اللعب على وتر نسيان الناس لهذه الجريمة، لكن ثمة جهدا كبيرا تقوم به تركيا من خلال نشر تسريبات متواصلة بشأن الجريمة، كما أن هناك جهدا آخر تقوم به وسائل الإعلام، أفشلا هذا المخطط وهذه الأمنية لبن سلمان وظلا يذكران العالم بفظاعة ما حدث وتطورات الجريمة ومواصلة المطالبة بمعاقبة من أمر بارتكاب هذه الجريمة الشنيعة بحق الإنسانية.
قضية مقتل خاشقجي ليست جريمة جنائية أو حدثا عابرا يمكن أن ينسى أو تطويه صفقات السياسيين أو أي صفقات أخرى، ذلك أنها فعل إجرامي شنيع تجاوز كل الحدود والحواجز والمعاهدات وحتى القيم الإنسانية، بحق صحافي آمن قصد قنصلية بلاده كأي إنسان يفترض أن يشعر بالأمن والأمان بمجرد وصوله إليها لا أن يقتل وتقطع جثته فيها.