بشار الأسد مظلوم ومستهدف

16 مايو 2017
+ الخط -
غاب، وبشكل متعمّد أمس، خبر استيراد الرئيس الممانع بشار الأسد، أجهزة ومكنات لحرق المعتقلين بعد موتهم تحت التعذيب، واكتفى من يهمهم الأمر، بما أوردته وزارة الخارجية الأميركية، من أن نحو 50 معتقلاً يجري إعدامهم في سجن صيدنايا كل يوم. وأضافت الوزارة، أن النظام قام بتعديل أحد المباني في السجن، ليكون محرقة تستخدم لإخفاء الأدلة على عمليات القتل.

رغم أن ثمة تأكيدات، بل وصور موثقة، عن جهود القائد الرمز بشار الأسد، بحرق الجثث بعد قتل المعتقلين، نقل بعضها، المصور المنشق عن نظام الأسد، يونس اليوسف في الشهر الخامس عام 2011، ووثق جرائم الحرق التي تتم بمعتقلات الأسد وفروع الأمن بمدينة إدلب.

ولكن، يبدو أن ثمَّة فيتو واحتكاراً هنا، يتعلّق بعدم إدخال السيد الرئيس، بشار الأسد، لمصاف القائد التاريخي أدولف هتلر، وإبقاء المحارق حكراً على الممانع الألماني.

ليكن ذلك، ولكن أين حقوق الرئيس الوريث ببقية الإنجازات التي لا يمكن لهتلر ولا لنيرون أن يحلما بتحقيقها. أم أن وقوع سورية بدول العالم الثالث، وتسلُّم بشار الأسد الحكم عن أبيه، وهو دون السن القانونية بحسب الدستور الذي تعدل خلال ثلاث دقائق، يمنع الرجل من نيل حقوقه التي قتل وهجر أكثر من نصف سكان سورية، حتى حققها؟

فإن غضضنا الطرف، رغم الأهمية، عن إنجاز هائل كإيصال خسائر الحرب التي شنها الأسد الابن على السوريين، الذين تطاولوا وطالبوا بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، إلى أكثر من 270 مليار دولار، وهي أعلى من خسائر الحرب العالمية الثانية، فمن يبرر بقية الحيف والظلم الذي يتعرض له هذا الرئيس الوديع.

ولأؤكد أنها مؤامرة، أن ثمة سرقة لجهد الممانع الأسد، هاكم مثال تزوير النسب والأرقام التي حققها الرجل خلال سني الحرب الست.

"مؤشر البؤس" أتتذكرونه ؟! أم تراكم نسيتم كيف وضع الخبير الاقتصادي "آرثر أوكون" سورية بالمرتبة الثانية بعد فنزويلا، ليضيع حلم الأسد، الذي يضطر لمتابعة القتل والتهديم عاماً آخر ليصله، حتى لو هجّر من تبقى من السوريين وأغلق ما صمد من منشآت إنتاجية، وأوصل سعر صرف الليرة للألف مقابل الدولار، لطالما ركنا البؤس لدى "أوكون"، هما البطالة والتضخم.

ولولا الغش والاستهداف، لما تراجعت سورية الأسد للمرتبة الثانية، ببساطة، لأن التقييم أعطاها فقط 67.8% وفق مؤشر البؤس، على اعتبار أن نسبة البطالة بسورية أقل من 40% لتنال فنزويلا 70%.

ولو تحلّى القائمون على البؤس، ببعض شفافية، لعرفوا أن البطالة بسورية، ووفق مراكز عربية وعالمية، هي 80% وهي نسبة لا تطمح لا فنزويلا ولا أي دولة بالعالم بلوغها، كما أن التضخم النقدي بسورية، هو الأعلى بالعصر الحديث، بعد أن خسرت الليرة أكثر من 1100% من قيمتها منذ تطاول السوريون على قائدهم التاريخي ابن التاريخي. أفبعد كل هذه الدلائل، تضعنا ثانياً بين البائسين يا سيد أوكون.

هذا إن سامحناك، كسوريين، ببقية المؤشرات البائسة التي أغفلها بحثك، من غلاء أسعار ونوم بالعراء وتهجير ونزوح وتجويع. بل وقتل بالبراميل المتفجرة وحرق بآلات مستوردة من الخارج.

لماذا تظلمون القائد بشار الأسد وتحاولون إبعاده عن منصات التتويج؟