لستُ عنصريّاً

01 مايو 2017
+ الخط -

يكثر الكلام عن كون اللبناني، إنساناً عنصري الطباع والخصال، هكذا تربى وهكذا هو. لا أخفي عليكم أن كثيراً من اللبنانيين لديهم هذه الآفة، ولكن ذلك يرجع لأسباب عديدة مباشرة وغير مباشرة. ولكن ما يجب أن يقال، إن ليس كل أصابع اليد متساوية، وهو أمر مؤكد لا شك فيه.

وبذلك ليس كل اللبنانيين ضد اللاجئين السوريين في لبنان، فما كنت لتجد الحجم الكبير من المؤيدين للثورة السورية، وكثرٌ هم الداعمون من أهل لبنان لها بشكل مباشر أو غير مباشر، على الصعد السياسية والإغاثية إلى تفاصيل أخرى أصبحت معلومة للجميع.


صحيح، أن هناك فريقاً غذى بسياساته العنصرية، لدى شريحة من الشعب، مواقف ضد السوريين، ولكن هناك فريق أو تيار آخر لا يحمل تلك "الجينات" بل يساهم بشكل أو بآخر بمساعدة اللاجئين ودعم الثورة السورية.

ثانياً، الفلسطيني في لبنان، يعاني منذ لجوئه إلى لبنان الأمرين. مخيمات أشبه بسجون كبيرة، وحياة ليست آدمية أصلاً. ولكن من ذاك الذي قال، إن كل شرائح الشعب اللبناني رافضة للوجود الفلسطيني في لبنان، أو أن اللبناني يعامل الفلسطيني معاملة مواطن من الدرجة العاشرة؟

حياة الفلسطيني في لبنان صعبة جداً، فلا فرص عمل متوافرة أو متكافئة ولا الحالة الاجتماعية فيه جيدة، بل وللأسف الحال من سيئ إلى أسوأ. ولكن كثيراً من اللبنانيين هم أصدقاء للشعب الفلسطيني، بعضهم من ولد وترعرع وبجانبه أسرة فلسطينية في أحياء بيروت والشمال والبقاع، وآخر من طوائف ومذاهب مختلفة يدعم بكافة الطرق قضايا اللاجئ الفلسطيني.

إن أبواق العنصرية التي تصخب بتصريحاتها لا تمثل إلا نفسها، كما أنها تعبر عن شخص سيئ يبحث عن "شوفوني أنا موجود". ولكن السؤال الذي يجب طرحه، هل يعيش المواطن اللبناني حياة كريمة في وطنه؟ أليست الأزمات السياسية وحدها كفيلة بتهجير الشباب اللبناني، المتواجد اليوم في فرنسا وأستراليا والأميركيتين ودول الخليج؟ ألا تعرف أن أكثر من 30% من الشعب اللبناني تحت خط الفقر، ألم تسمع عن أحياء "التنك" وغيرها من الأحياء المعدومة من الشمال إلى الجنوب؟ أم أن البطالة المتفشية بين شبابه ليست واضحة المعالم. والتصريحات المتخوفة من تحول لبنان إلى دولة فاشلة لم تصل إلى مسامعكم؟

ختاماً، فإن العنصرية تكاد تكون موجودة في كل المجتمعات إن كانت عربية أم غربية، وما تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا إلا خير مثال. أما الأسباب التي تعود إلى ارتفاع وصف "العنصرية" في لبنان، فتعود إلى انفتاح الإعلام اللبناني عن غيره من وسائل الإعلام العربية وتجرئه على طرح المواضيع بحرية أكثر.