هل تندلع الحرب العالمية الإلكترونية الأولى؟

تحوّل المجال الافتراضي إلى مجال استراتيجي جديد في ميادين المعارك وساحات الحروب. تُعتبر روسيا من أكثر الدول تقدّماً في الهجمات السيبرانية، ومنذ بداية  الهجوم على أوكرانيا  كانت هناك مخاوف من اندلاع الحرب الإلكترونية العالمية الأولى.

وقبل بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في شهر فبراير/ شباط 2022، سبقتها هجمات سيبرانية روسية، استهدفت شركات وهيئات حكومية وبنية تحتية أميركية باستخدام فيروس "الفدية"، خلال عام 2021. هذه الهجمات دفعت بالرئيس الأميركي جو بايدن إلى توجيه "تحذير شديد اللهجة" لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال القمة الوحيدة التي جمعتهما وجهاً لوجه في جنيف، متوعّداً موسكو بردّ حاسم إذا لم توقف تلك الهجمات.

ومع بداية الحرب الروسية على أوكرانيا وتصاعد العمليات العسكرية والأمنية، كثّفت روسيا هجماتها السيبرانية. هذا الأمر دفع الأمن السيبراني في أوكرانيا إلى الدعوة لإنشاء "الأمم المتحدة الإلكترونية" لحماية العالم من الهجمات الإلكترونية وسط العداء المستمر من روسيا.

رئيس دائرة الدولة الأوكرانية للاتصالات الخاصة وحماية المعلومات، يوري شيهول، تحدّث العام الماضي عن الهجمات الإلكترونية المستمرة على أوكرانيا، واعتبر أنّ هناك حاجة إلى "مساحة واحدة، وفضاء إلكتروني واحد" تتقاسمه دول العالم المتقدم.

وفي تصريح له لصحيفة بوليتيكو (POLITICO) قال شيهول: "نحن بحاجة إلى الأمم المتحدة السيبرانية، الأمم المتحدة في الفضاء الإلكتروني من أجل حماية أنفسنا، وحماية عالمنا الحقيقي والإلكتروني بشكل فعال من أجل المستقبل"، وتابع قائلاً: "ما نحتاجه حقًا في هذا الموقف هو مركز أو مكان يمكننا من خلاله تبادل المعلومات ودعم بعضنا البعض والتفاعل".

 اقتراح جديد على مستوى العالم والمجتمع الدولي، ومن غير المعلوم مدى التجاوب معه

من المؤكد أنّ الاتحاد سيستبعد روسيا وحلفاءها، مثل إيران، التي يُعتقد أنها تزوّد موسكو طائرات بدون طيار لدعم الحرب الروسية وعملياتها العسكرية في أوكرانيا.

حتى الآن، من غير الواضح ما إذا كان حلفاء أوكرانيا سيدعمون الاقتراح. وفي هذا الصدد، يقول كريستوفر بينتر، الذي عمل كمنسق للإنترنت في وزارة الخارجية في ظلّ كلّ من إدارتي الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب، إنه لا يرقى تمامًا إلى مستوى المقارنة مع الأمم المتحدة. ومع ذلك، أكّد الحاجة الماسة إلى زيادة التعاون والاستجابة الجماعية في هذا السياق.

منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، تعرّضت أوكرانيا باستمرار لهجمات إلكترونية من روسيا بدرجات متفاوتة من النجاح، حيث تعرضت شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية الأوكرانية المملوكة للدولة (Ukrtelecom)، لهجوم إلكتروني في شهر يونيو/ حزيران، في محاولة لتعطيل الاتصالات العسكرية الأوكرانية. وقد تعرّضت مواقع الحكومة الأوكرانية لهجمات موزّعة لرفض الخدمة (DDos)، والتي تُحوّل أجهزة الكمبيوتر المصابة إلى "روبوتات".

مما لا شك فيه أنّ أوكرانيا تعاني القلق والرهبة وتشعر بالخطر الاستراتيجي بسبب الهجمات السيبرانية الروسية، لذا ذهبت في هذا الاتجاه. اقتراح جديد على مستوى العالم والمجتمع الدولي، ومن غير المعلوم مدى التجاوب معه.