مرحلة في حياة المرأة

الحمل مرحلة مهمة في حياة المرأة، ومن حق كل امرأة معرفة التغييرات التي ستطرأ عليها مسبقا من اللحظة التي تقرر الارتباط فيها، حتى تستطيع المرور بهذه التجربة بأمان وسلام من دون الوقوع في أخطاء من شأنها ترك أثر نفسي وجسدي طويل المدى.

سنبدأ بالحمل كمفهوم، فهو حالة تمتلك المرأة فيها جنيناً غُرس في أحشائها ليخوضا معا رحلة من تسعة أشهر أو أقل بقليل، قد تنتهي بولادة أجمل روح خلقت على الأرض، أو لا قدّر الله تنتهي قبل ذلك.

هذه المرحلة تتكون من ثلاث فترات

الفترة الأولى هي بداية الحمل حيث تنغرس النطفة في بطانة الرحم وتستمر هذه المرحلة من اليوم الأول حتى الأسبوع الثاني عشر أو الرابع عشر، يأخذ الجنين غذاءه من خلال ما يمتصُّه من جدار الرحم وتتشكل في الأسابيع الأولى معظم الأعضاء وتكون احتمالية الإجهاض كبيرة.

الفترة الثانية تمتد من الأسبوع الثاني عشر أو الرابع عشر وحتى الأسبوع الرابع والعشرين أو الثامن والعشرين، معظم النساء تشعر في هذه المرحلة بطاقة وصحة أفضل من المرحلة الأولى وفيها أول مرة ستشعر بحركة الجنين، إذ تظهر ملامحه خلال الشهر الرابع ونستطيع تمييز جنسه ذكراً كان أو أنثى.

وأخيرا الفترة الثالثة وهي من الأسبوع الرابع والعشرين أو الثامن والعشرين حتى الولادة، في هذه المرحلة يزداد وزن الطفل بشكل جيد، وتبدأ حركته بشكل منتظم وتزداد أعراض الحمل سوءاً بالنسبة للأم، فيزداد ضعف المثانة وقدرتها على السيطرة على التبول، وتزداد آلام الظهر ومشاكل المعدة، وتصبح حركة الجنين أقوى وأشد، وتبرز ملامحه وأعضاؤه بشكل أوضح من ذي قبل.

التدخين يعرض الجنين لمشاكل صحية بغنى عنها، فإذا كانت الأم تنوي ترك التدخين فالحمل هو أفضل وقت لذلك

طرق معرفة الحمل والتأكد منه

بطريقتين: إما فحص الدم، وهو نوعان، فحص يبين وجود هرمون الحمل من عدمه، وهناك فحص يبين قوة الحمل من خلال قياس كمية هرمون الحمل في الدم، حتى لو كانت كميته بسيطة، ويمكن فحصه خلال سبعة أيام من الإخصاب ويعرف هرمون الحمل بـ hcg. الطريقة الثانية من خلال فحص هرمون الحمل عبر البول.

كذلك يمكن معرفة الحمل من خلال أعراض تظهر على الأم مثل:
- غياب الدورة الشهرية
- الغثيان
- تحجر الثدي
- الإرهاق والتعب
- الجوع  والنهم في الأكل
- الصداع
- الآلام أسفل الظهر
- كثرة التبول 

ولكن أدق عرض هو فحص الدم.

الأمر الصعب السهل هو تغذية الحامل، فمع أعراض الحمل التي تصعب أمر التغذية يجب على المرأة الحامل مقاومتها والحرص على تغذيتها تغذية جيدة، تركز فيها على اللحوم والخضراوات والفواكه ومشتقات الحليب، وعليها الابتعاد عن مشتقات فيتامين A والأسماك لاحتوائها على نسب عالية من الزئبق والأطعمة الجاهزة والسريعة واللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدا، والابتعاد أو تخفيف نسبة الكافيين أي لا تزيد عن سبعة أكواب يوميا، فالتغذية السيئة تؤدي إلى مشاكل في نمو الجنين وقلة وزنه وأحيانا الولادة المتعسرة أو قبل الأوان، وأحيانا تتعرض الأم لخطر الإجهاض.

إذا عجزت الأم عن تناول الطعام بشكل كاف نلجأ للفيتامينات الآمنة تحت إشراف الطبيب والصيدلاني، مثل تناول الحديد والفوليك أسيد وغيرها من الفيتامينات التي تحتاجها المرأة، ويوجد العديد من منتجات الفيتامينات المتنوعة التي تحتاجها الحامل خلال فترة حملها وبعده، كما عليها التركيز على شرب كميات كافية من الماء على الأقل الحاجة اليومية منها.

أخيرا التدخين يعرض الجنين لمشاكل صحية بغنى عنها، فإذا كانت الأم تنوي ترك التدخين فالحمل هو أفضل وقت لذلك.

الجانب المهمل المتناسى دائما هو الجانب النفسي للحامل، فالتغيرات الهرمونية وإرهاق الحمل يزيد من توتر المرأة وسوء وضعها النفسي، وفي بعض الحالات قد تحتاج إلى متابعة من أخصائي نفسي، وعلى الجميع حولها الاهتمام بصحتها النفسية والأخذ بعين الاعتبار مخاوفها وتطلعاتها وطمأنتها دائما، فالحمل مرحلة جديدة تنتهي بولادة طفل هو إنسان المستقبل وأمه هي معلمه ووطنه الأول.. فلنهتم  بالوطن ليصلح الإنسان.