جنرال حرب التحرير يستجدي "الأسد" كرمى لعيون "الصهر"
كالزعيم المنتصر في الحرب، دخل جنرال حرب التحرير، الرئيس اللبناني السابق ميشال عون، قصر المهاجرين، من أجل لقاء رئيس جمهورية الوصاية السورية بشار الأسد، بابتسامة طريفة تُنهي حالة عداء بين النظام السوري والتيار الوطني الحر تعود إلى 14 عاماً.
ميشال عون الذي بنى مجده اللبناني وشعبية تياره السياسي على حرب تحرير لبنان من الاحتلال السوري، أو الوصاية السورية، يزور اليوم المحتلّ في عقر داره، ليستنجد به، ويطلب مساعدته والعون منه، كرمى لـ"عيون الصهر"، عشية جلسة الانتخاب الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية والمنتظرة منذ نحو 5 أشهر، وبعد يومين على إعلان صهره زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل عن التوّصل إلى اتفاق مع القوى المعارضة الرئيسية لترشيح الخبير الاقتصادي ووزير المالية السابق جهاد أزعور، لرئاسة لبنان، في مواجهة مرشح الثنائي حزب الله/ حركة أمل.
وبالرغم من توصّل التيار الوطني الحر مع القوى المعارضة، ممثّلة بحزبي الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية وبعض النواب "التغييريين"، إلى ترشيح أزعور لرئاسة الجمهورية، لا يزال التيار يأمل في إمكانية تعديل حزب الله موقفه من ترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، والالتقاء معه على رئيس، وبالتالي تحقيق مكاسب شخصية على حساب الأحزاب المسيحية الأخرى.
في علم السياسة، لا وجود للمنطق ولا حتى للعواطف، والبقاء للأقوى. ومن هنا يمكننا القول إنّ التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل سدّدا ضربة "معلّم" بزيارة الرئيس عون إلى سورية ولقائه رئيس النظام بشار الأسد، لتأكيد بقاءه ضمن محور الممانعة، وأنّه لا يزال ملتزماً بتموضعه السابق، وأنّ التقارب الذي استجدّ مع قوى معارضة لخط "الممانعة" لا يعدو كونه ظرفياً فرضه إصرار الثنائي الشيعي على ترشيح فرنجية من جهة، وتكريس قوته المسيحية اللبنانية أمام العالم العربي المطبّع مع نظام الأسد من جهة أخرى.
في علم السياسة، لا وجود للمنطق ولا حتى للعواطف، والبقاء للأقوى
تجاهل عون بزيارته مشاعر المسيحيين اللبنانيين، وداس على مواقف الأحزاب التي عقد معها الاتفاق الرئاسي المستجد، والمعارضة بشدّة لنظام الأسد، بل يمكن الذهاب إلى القول إنّ عون قامر بمصلحة هؤلاء على حساب مصالح تياره وصهره.
وهنا يمكن القول إنّ القوى المعارضة باتت أمام احتمالين، أحلاهما مُرّ، إمّا الاستمرار في الاتفاق مع التيار الوطني الحر المستنجد بالأسد، وبالتالي لم يعد ترشيح أزعور يختلف عن دعم فرنجية، إذْ إنّ حلفاء المرشحيّن يتعطّفون رئيس النظام السوري الحليف الأول لحزب الله، وإمّا فك الاتفاق مع التيار والذهاب إلى صيغة جديدة مع قوى أخرى، أو ربما التفاوض مع فريق الحزب الذي لا يختلف عن التيار، والوصول إلى مرشّح موحّد، وغداً لناظره قريب!