الوحوش التي تتحرك في الأفلام

30 ديسمبر 2023
+ الخط -

 

تعتبر الكليشيهات السينمائية اليوم مساعدًا ممتازًا ودليلًا لعالم السينما للقادمين الجدد في هذا المجال، ليست هناك حاجة إلى الاهتمام بالتفسيرات أو التخمينات غير الضرورية إذا كان بإمكانك اختزال نصف الأحداث في بعض المشاهد مستعينا ببعض الكليشيهات، حيث أصبحت هذه الأخيرة والأفلام المبتذلة أداة متشابكةً مع السينما لدرجة أننا ببساطة لا نستطيع أن نتخيل الاندماج مع السينما من دونها.

في هذه المقالة أود أن أذكر أكثر من 25 كليشيهاً مبتذلة، والتي في مشاريع الأفلام الحديثة اليوم، لم يعد من الممكن غض الطرف عنها.

  • القنبلة لها دائما مؤقت للعد التنازلي بأرقام حمراء تنذر بالشؤم، والتي تقوم الشخصية الرئيسية بإبطال مفعولها عن طريق الاندفاع بين الأسلاك الحمراء والزرقاء وقطع السلك الصحيح بالحظ عندما يتبقى 00:00:01 ثانية قبل الانفجار.
  • إذا كانت الشخصية الشريرة الثانوية تمتلك سلاحًا ناريًا، فيجب عليها الركض بالقرب من الشخصية الرئيسية غير المسلحة، وذلك حتى يتمكن البطل من إسقاطها أرضًا وأخد السلاح منها بدلا من إنهاء الأمر في البداية.
  • أينما أصيبت الشخصية الرئيسية، فإن الجرح ليس مميتًا. "ما هو عادي جدا" ستلتئم جروح الرصاصة في الذراع أو الساق خلال يوم واحد كما لو كان مجرد خدش بسيط.
  • طلقة من مسدس بكاتم للصوت يعني طلقة بلا صوت. وهذه واحدة من أغبى الكليشيهات على الاطلاق.
  • يمكن دائمًا إطلاق المسدس ذو الست طلقات ثماني مرات من دون إعادة تحميل ذخيرة أخرى.
  • يمكن للشخصية البطلة أن ترى تحت الماء كأنها ترتدي قناع الغواص.
  • الشرير الرئيسي بدلا من مجرد قتل الشخصية الرئيسية، سيتحدث معه لمدة ساعة حول خططه الشريرة، حتى يتم إنقاذه في اللحظة الأخيرة.
  • الوحوش في الأفلام تتحرك أسرع من الإنسان بعشر مرات، لكنها دائما ما تركض خلف الشخصيات ولا تستطيع اللحاق بها، حتى لو كانت فتاة ترتدي الكعب العالي.
  • تحتمي الشخصية الثانوية بأحد، فيكون هذا الشخص الذي ظن أنه يحميه هو مصدر الخطر عليه وأنه جلب على نفسه عدواً.
  • إذا كان الباب مغلقًا بقفلٍ إلكتروني، فطلقة واحدة عليه أو على الجهاز المرتبط به و.. لقد فُتح.
  • يقتل الأشرار الرئيسيون من دون تردد أي شخص يعترض طريقهم بطلقات جيدة التصويب، لكن بمجرد أن تكون الشخصيات الرئيسية تحت تهديد السلاح، يصبح الأشرار فجأة أغبياء ويخطئون باستمرار.
  •   يترك الشرير الشخصية الرئيسية في لحظة موت محقق ويغادر، حتى يتمكن البطل من إنقاذ نفسه بشكل لا يصدق في اللحظة الأخيرة، عن طريق تذكر دافع يلهمه فجأة للنهوض رغم إصاباته البالغة، ثم نسمع العبارة التقليدية عند الأشرار "لا يمكن أن يكون؟ لقد تركتك ميتا بالفعل".
  • الشخصية الإيجابية المؤثرة دائما ما تكون الشرير الرئيسي.
  • إذا ماتت شخصية مهمة، فقبل وفاتها، ستجد بالتأكيد القوة لإلقاء خطاب وداع.
  • إذا ظهر وحش أمام البطل، فبدلًا من الاندفاع نحو البطل وتمزيقه إلى أشلاء، سيصدر أولاً زئيره الوحشي الملحمي، ثم يقترب ببطء بنظرة تهديد حتى يجد البطل طريقة لقتله.
  • تتوقف السيارة عندما تحتاج إلى المغادرة بشكل عاجل، لكنها تشتغل في اللحظة الأخيرة.
  • إذا كان البطل بحاجة إلى التسلل إلى مكان ما أو الهروب، فستكون هناك دائمًا فتحة تهوية ضخمة في متناول يده، وبحجم الشخص ومن دون براغي.
  • إذا تم ذكر العرب في الأفلام، فهي الصحراء، الجِمال، الفلتر الأصفر، الأرض القاحلة، الشمس، الحرارة، منازل منعزلة، المجاعة، عقلية مرضية، النساء، الطعام الحار وكثرة التوابل، الإرهاب والتفجير.
  • إذا تم ذكر أفريقيا في الأفلام فهي أكواخ وسط الغابة، أشخاص يرتدون ملابس بدائية، الصيد التقليدي، صراع القوي يأكل الضعيف، حياة صعبة، الهمج، التوحش، لغة غريبة غير مفهومة، ودائما ما يأتي البيض لتعليمهم طُرق العيش ونقلهم من الهمجية إلى نظام إنساني سليم.
  • إذا تم ذكر روسيا في الأفلام فهي الشتاء، الثلج، الصقيع، الدببة، الفودكا، الماتريوشكا، معطف من جلد، أغطية أذن بنجمة حمراء، AK47، رقصة القرفصاء، أشخاص بعقلية ديكتاتورية روبوتية، والأهم.. أنهم دائما أشرار.
  • إذا سمعت بمخلوقات فضائية تحتل العالم، فإن العالم هو الولايات المتحدة فقط.
  • يمكن ربط أي جهاز إلكتروني بأي جهاز آخر بسهولة، فقط اضرب لوحة المفاتيح بهيستيريا ومبروك.
  • دائما ما يُقرر البطل الذهاب في مهمة خطيرة بمفرده، من دون أن يخبر جميع أحبائه إلى أين يتجه وما مدى خطورة الوضع، أو أن يترك أدلة في المكان الأكثر وضوحًا. حتى وإن كانت لأصدقائه قيمة مضافة في نجاح المهمة، المهم عنده الذهاب بمفرده.
  • إذا كان أي شخص في الفيلم زير نساء، فهذا يعني أنه لا يستطيع تذكر اسم الفتاة التي قضى الليلة معها.
  • يترك الشرير الرئيسي الشخصية الثانوية المحتضرة في دقائقها الأخيرة حتى يتمكن من أخد معلومات مهمة عن حبكة الشخصية الرئيسية، أو يدعه فقط لكي يلقي خطابه التحفيزي الأخير، ثم يموت بسلام، وفي غالب الأحيان، يُقتل برصاصة إضافية في منتصف حديثه.
  • بدلا من الجري بهدوء، يبدأ البطل لسبب ما في التعثر بشكل ملحمي، حتى إن كان في طريق معبدة خالية من أي مطبات.
  • في منتصف محادثة بين عدة شخصيات مساعدة، تظهر الشخصية الرئيسية البطلة فجأة من الظل بينما كانت تتكئ على الحائط وهي تستمع، لتُدخل عبارة ملحمية في المحادثة وتغادر.
  • إذا قمت بتشغيل التلفزيون في أي وقت وفي أي مكان، ستكون هناك بالتأكيد أخبار تتعلق بقصة الفيلم.
  • عند الضرورة، لا يمكن العثور على الشرطة في أي مكان، ولكن في نهاية الفيلم، عندما لا يكون ذلك ضروريًا وتكون المعركة النهائية قد انتهت بالفعل، يصل جميع شرطة الولاية ومكتب التحقيقات الفيدرالية والقوات الخاصة.
  • إذا كانت الشخصية في خطر واتصلت برقم الطوارئ، فلن تجيب الشرطة حتى تسقط الضحية على الأرض ويسقط الهاتف أمام الكاميرا لتسمع حينها " 911 what's your emergency".
  • بمجرد أن يجلس البطل على لوحة المفاتيح لجهاز كمبيوتر شخص آخر، يجد على الفور جميع المعلومات السرية اللازمة بسهولة، أما كلمة السر، فتخمينها يكون أقل من ثانية، وغالبا ما يجد ورقة تشير إليها.
  • وفي الأخير، سأغلق لائحة الكليشيهات هذه بواحدة من أكثر الكليشيهات المضحكة وهي أنه رغم علمه بخطورة المرض، الطفل المُصاب بالربو يفقد جهاز الاستنشاق باستمرار.

في ختام هذا الاستعراض، ندرك أن الكليشيهات أصبحت جزءًا لا يتجزأ من تجربتنا في عالم السينما، إنها تعمل كلغز معروف يضفي طابعًا خاصًا على السيناريوهات، وتُشكل مواضيع محادثاتنا حينما نناقش الأفلام. ورغم تكرارها، تظل تلك الكليشيهات تحظى بتقدير المتابعين الذين يجدون فيها راحة مألوفة.

ومع ذلك، يظل التحدي في استخدام الكليشيهات بشكل مبتكر ومناسب، حتى تظل تلك القطع السينمائية تحقق توازنًا بين التقليد والإبداع. لذا، في عالم السينما، فإن استمرارنا في تجنب التكرار الزائد والابتكار في استخدام الكليشيهات يمكن أن يؤدي إلى إنتاج أعمال فنية تترك أثرًا عميقًا في قلوب المشاهدين وتثري تجربتهم السينمائية.

وسيم أبروم
وسيم أبرون
كاتب في المجال السينمائي وخريج جامعة محمد الخامس بالعاصمة الرباط ومعهد التكنولوجيا التطبيقية بمدينة سلا. كاتب مع مواقع ومنصات عربية معروفة.