الشَّابُّ المُصابُ بمُتلازِمة داون/ يُوزِّعُ الصُّحفَ، كلَّ صَباح/ لا يَبيعُها، لا يَشْتريها/ تَحْتَ الظُّلَّة يقفُ، في المَطَر/ وفي الشَّمْسِ، يعدُّ الدَّقائِقَ النَّاقِصة/ على مَجيءِ الحَافِلة الّتي تَقْذِفكَ في المَدينَة/ إلى عَمَلٍ بَعيد.
الجَنوبُ مسْقط رأسي، والحُبُّ هناك هو أنْ تكونَ على أُهْبة/ هذا ما علّمتنيه أمّي، بِسُؤالِها الأبديّ: "هلْ أكلْتِ؟"/ سؤالٌ صار امرأةً ومهْدًا/ بهذهِ اللُّغة نَنْجو من البُؤس، نَحْتمي من الفجيعة/ تلْكَ الّتي تفْرِزها التّماثيلُ...
تهاتفينني صباح الأحد، وأنتِ في الطريق السريع/ لتحدّثيني عن وميض البرق/ وعن هطول المطر والعبور الخاطف/ لغيوم حبلى بالزرقة.../ ها أنتِ تمرّين من خَلَل وميض العواصف/ وتهاتفينني لتقولي: "ليس هناك زحام/ الطريق السريع شبه مُقْفِر/ وعمّا قريب سأصل".