سأصطحب والدَيَّ في نزهة/ ممسكاً يديهما بيدي الصغيرة/ نتقدّم ببطء/ بعد أن تمرّنا الآن على النسيان/ ببطء/ ينبغي أن أذكّرهما كيف علّماني المشي/ سأقدّم لهما بعض المثلّجات/ باقةً من الأغاني/ وفيشة/ حتى يتعلّما عند الحاجة/ أنّ اللعب يتواصل حتى النهاية.
هنالك/ بقدمين غائصتين في المياه الجارية/ وعصير ليمون طازج/ في حديقة الحياة اللامتناهية/ حيث لا توجد آلام ولا أرقام/ هنالك بعيداً/ من المؤكد أنك نسيتِ حساب الزمن/ لكن هنا/ أحصينا منذ رحيلك أربعين يوماً/ ثم شربنا فناجين البن.
يتطاول التاريخ من جديد/ فيما الجميع يهرول باتجاه المرايا العمياء/ لإحصاء أسنانهم المتناثرة/ يتطاول التاريخ من جديد/ فيما الجميع يهرول لمصافحة الأيادي
الميتة/ يتطاول التاريخ من جديد/ فيما الجميع يتفقّد جيوبه المثقوبة باستمرار/ بحثاً عن أعذار منسية.
هكذا همست الطائرة الورقية/ كي لا يصعد بلا رثاء إلى سموات مجهولة/ في سجل ناصع البياض كُتب: "اليوم يومُ رحيله"/ حظه أفضل من حظي، ومن شيخوختي بلا ثمار/ فكرت البنت التي يسمونها "العانس"/ لمن عساها تبوح بهكذا أفكار.
رنّ جرس الهاتف، فأجبت قائلاً "ذيلتا"/ بينما باقي الأحرف الثلاثة والعشرين/ تجلس بالفعل على طاولة الاحتفالات المستطيلة الطويلة/ بينهن مسافة للأمان حتى لا تتلاقى الكؤوس. بعد نصف ساعة سينتهي العام، العام الجديد ينتظر خارج الباب يتدرّب على كلمة الافتتاح...
الزمن المتهافت ينصت إليّ مرتجفاً بالكامل، منتصباً على أربع قوائم يزأر في وجهي. حان الوقت، سأتخطى هذا، أواسي نفسي. أنتظر. أركض في الماء حتى ينفد الهواء في رئتيّ. في طبيعة الأشياء المستجدة، سأتعلّم الحياة بدون تنفس.
اركضوا بسرعة لإيقاظ الماء من السّبات. لطالما رجوتكم أن تفعلوا منذ زمن.
الحجارة لا تعلوها التجاعيد دفعة واحدة. كذلك الضوء لا يتجمّد من الصرخة الأولى المفاجئة. اللامتوقع المداهِم يركل الأرض دائماً خلسة... إنها تتطلع إليّ مدندنة فيما تكتب بدموعها.