العنف الاجتماعي ليس سلوكا نفسيا يرتبط بالأمزجة والوجدان النفسي والفردي، بل هو بالدرجة الأولى قضية معرفة، وحقوق، وصدق. قضية معرفية لأن الأبستمولوجيا السياسية توضح دور القوة والسلطة والسياقات في إنتاج المعرفة وتصريفها.
المقاطعة ربما هي الأولى في التاريخ المستقل للمغرب، ميزتها الأولى أنها خرجت من "فيسبوك" من دون أي علاقة بأي حزب وأي نقابة، الأمر الذي أربك التنظيمات هذه، ولم تستطع أن تأخذ موقفا تجاهه، وهو ما اعتمدت عليه الحكومة.
القيم التي كانت تقننها الجماعة بالأعراف والمعتقدات، ستصبح بيد كل فرد يضبطها وفق الملائم للقيم الذاتية والمشتركة، شريطة الوعي بالبرمجة الذهنية والوجدانية للذات، والقدرة على تفكيكها وإعادة البرمجة كلما استدعى الأمر ذلك.
ظهر مثقف نوعي، غايته تحويل مجرى التاريخ لصالح فئات وأحزاب بعينها، وفق براديغايم الصراع الطبقي، وانتشار مفاهيم جديدة مثل الحزب والاقتراع والثورة، إنه المثقف العضوي المناهض لمثقف السلطة والطبقة المهيمنة.
عدم قدرة الأحزاب المغربية على تأطير الشارع أوجد مفارقة انفصال الناس عن أيّ تنظيم سياسي، وحصل خلل نفسي عميق، هو ما اصطلح علي بفقدان الثقة. من الدولة أولا، وعدم ثقة الشعب في الدولة، ثانيا، بعد أن أفرغت الإصلاحات من معناها.
قانون لكلّ شيء نهاية، وأنّ للحضارات عمر، لا يمكن إلا أن يكون ساري المفعول على الازدهار الغربي، ففي عام 2008 يصل النموذج الليبرالي إلى مداه الأقصى، ويستدعي الأمر حكمة رئيس كان جامعياً ذات يوم.