السيد المحبرة، دع عنك الأغنية! صدى الراديو العتيق يتردّد في علبة حلوياته وسجائره، ليس لي أن أسأله، كم ثمن النبيذ؟ نعرفُ جميعاً أن ثمنه خمس مائة، هكذا ببساطة، هكذا مثلما يعرف العاشقان أنهما يفنيان في حبهما، هكذا ببساطة.
اضطررتُ أن أفكِّرَ مرتين/ في طريقة للهروب من المطر الرَّصاصيِّ/ الذي كان يطرق باب غرفتي/ في أطولِ ليالي الوجودِ الإنساني/ اضطررتُ أن أكسرَ حاجز الصمت بهذه الكلمات/ لكي أوَلِّدَ الحقيقة/ ولكي أعيدَ إحياءَ الذاكرة...
كولومبيا! تصرخ الدول / والمنفيون المسافرون عبر المستعمرات سيصرخون مرة أخرى: "أرض الخير! أيتها الأرض التي تنهي أحزاننا! يا أرض الذهب أيتها الأرض الممونة"/ حين تلمحُ وهي تغمرُ الإلدورادو في البحيرة / تختفي أمام العيون الأهلية وتنكشفُ أمام عيون القمر...