اشتغل التشكيلي السوري مروان قصّاب باشي، الذي رحل أول أمس، في قلب ثقافتين ومحترفين؛ شرقي وغربي. وانهمك في مراحل منفصلة بثيمات الجسد والوجه والطبيعة الصامتة والدمية، صانعاً مجموعة من الألوان، لا تأتي من المصنع أو الكيمياء، بل من الأصابع والقلب.
أكثر من خمسمئة عمل، بعضها يُعرض للمرة الأولى، ستلتئم في معرض استعادي للفنان العراقي ينطلق اليوم في "المتحف العربي للفن الحديث" و"الرواق" في الدوحة، في الأول أعمال عن علاقة النص والصورة في تجربة العزّاوي، وفي الآخر تقاطعه وتاريخ المنطقة السياسي.
يرحل التشكيلي السوري تاركاً وراءه ميراثاً من الوجوه التي وسمت تجربته لأكثر من أربعين عاماً. إنها وجوهنا وهي ترصد تحوّلات دمشق، التي وُلد فيها وأنجز، في نهاية التسعينيات ثلاثين عملاً عنها بتقنية الشاشة الحريرية، بالاعتماد على مرجعيات فوتوغرافية عن المدينة.
يتواصل حتى نهاية الشهر الجاري في "غاليري كريم" في عمّان معرض "شرنقة" للتشكيلي السوري اللبناني وليد المصري. أعمال يبدو، للوهلة الأولى، أنها لا تحمل بالضرورة دلالات خارج حدودها الوجودية كحال الأعمال التجريدية. لكن التمعّن يجعلنا نستشفّ رمزية مبطّنة في مفرداتها.
رغم اختلاف تجربتَي بشار الحروب وخالد جرّار من حيث الأدوات والرؤية وطريقة بناء الصورة، إلّا أن موضوعة الحرب توحّد عمالهما ضمن فعاليات "المعرض الدولي للتصوير الفوتوغرافي والفيديو آرت" في ليون الفرنسية، الذي يستمر حتى التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
في معرضها الذي افتُتح في غاليري "وان" في رام الله أمس، تعيش أعمال التشكيلية السورية، ابنة الجولان المحتل، في الجحيم؛ أجساد مسحوقة ومشلولة وخائفة، تتقوقع على بعضها أو تنعجن ببعضها، تنجذب بقوّةٍ نحو الأرض كأنها نائمة أو ميتة أو مدهوسة.
لأسباب مختلفة، ظهر التجهيز الفني، عربياً، في وقت متأخّر، وبإيقاعات مختلفة حسب خصوصية كل بلد، واللافت أن معظم التجارب العربية تدور في فلك الحرب وانعكاساتها على المجتمع. وهذا الأمر ليس غريباً على منطقة تشهد وضعاً غير مستقرّ.
حين بدأت النحّاتة اللبنانية تأخذ مكانتها التشكيلية، اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية، واختفت عن المشهد بالتدريج، لتنعزل وتواصل تطوير تكويناتها التجريدية، متحدّية تأثير الحرب على إنتاجها. ثمار سنوات العزلة ستقطفها في ما بعد، مع ما يشبه إعادة اكتشاف تجربتها بعد 2011
يستضيف "مركز جورج بومبيدو" في باريس معرضاً استعادياً لـ بول كلي (1879- 1940). ويعدّ المعرض الأكبر للفنان السويسري الألماني منذ عام 1969. يضمّ المعرض 230 عملاً فنياً، اختار منظّموه توزيعها على سبعة أقسام تحمل عناوين مفصلية في مسيرة كلي الفنية
لم تكن الدادائية اتجاهاً بارزاً لدى الفنانين العرب. لكن باعتبارها رد فعل فنانين مهاجرين ضد الحرب العالمية الأولى وضد الفن المكرّس التقليدي، وحاربت لكي تمنح الفن بُعده الاجتماعي وتحرّره من السلطة، فهل تنشأ حركة مشابهة في ظل موسم اللجوء الحالي؟