قد يحدثُ أن تتصرّفَ/ امرأةٌ بأريحيّةٍ قُربي/ تتهادى ملامحها.../ تمدّ ساقيها بكامل حرّيتها/ وتتلفّتُ حولها بتلقائيةٍ سافِرةْ/ وقد تُبادلني ابتسامة/ عند النهوض/ تأخذها معها في طريق ذهابها!
في مجموعتها الشعرية الجديدة، "شِراعٌ واقفٌ في عين الهواء"، تعطي الشاعرة العراقية مثالاً عمّا يسمّيه عالم الاجتماع البولندي زيغمونت باومان "الحداثة السائلة". فالشعر يصبح عندها سيلاناً لا نكاد نلتقط موضوعه حتى نجد أنفسنا في موضوع آخر.
تحوّل الشاعرة المصرية قصائد ديوانها الأخير، "بتَحنانٍ يخطّ بَرديّته"، إلى مساحةٍ تفرد فيها هواجسها ومشاغلها: من القضايا الشخصية والاجتماعية الضاغطة والحبّ المرتبك، إلى مسائل عمومية مثل المسألة البيئية، والمساواة، والحراكات السياسية.
يكتب الشاعر اللبناني نصوصاً يوجّهها كرسائل إلى أشخاص يعرفهم. هذا الشكل الفنّيّ يُوحي بوعدٍ ضمنيّ للقارئ بالوقوع على نصٍّ صادقٍ وحميم. لأنّها كتابة تخوض في السيرة، وتدور حول ذكريات مشتركة، وهذا ما يعني بالضرورة أنّ القصيدة انعكاس لتجربة حيّة وخاصّة.
لم تحُلْ تجربة المنفى، وصعوبة العمل في حقلٍ ذي تنافسية عالية في فرنسا مثل حقل النشر، دون نجاح الفلسطيني ياسر كتّوع في مشروعه. لا توفّر دار "بترا"، التي أسّسها قبل عقدين، كتالوغاً كبيراً فحسب، بل أيضاً عناوينَ تمتاز بالجدّية والأهمّية.
انخرط الشاعر والكاتب الفلسطيني الراحل منذ أيام في الدفاع عن شعبه على جبهات عديدة، قضيته في آن هي الدفاع عن أرض تُسحب من تحت القدمين، وعن لغة تُهمّش وتُمحى وتُسقط مفرداتها عن يافطات الشوارع ومن أسماء المدن والقرى؛ مجسِّداً لغة تدافع عن وجودها ومعناها.
وقد يأتي الحُبّ/ من المكان الذي يأتي منه الملل: من وجه يعبر مرآتنا/ يوماً بعد يوم/ ولا يترك أثراً أو فراغاً أو صدى... ثم نتشبث به/ نضع صورته قرب السرير/ حين يمنحنا، ما يصعب على حبّ جارف إعطاءه: الطمأنينة!