يرتدُّ الهجوم على المقاومة إلى جملة أسباب، منها التدمير الواسع الذي لحق بالقطاع، ثمّ بلبنان، وإلى علاقة حركات المقاومة بإيران، وإلى أسباب فكرية مرجعية.
وحتّى لا يصير الخطاب مُجرَّد صرخة في وادٍ، لا مفرّ من النظر في عناصره، وملابساته، وفي عملية التخاطب. يلزم النظر أساساً في منشئ الخطاب ومتلقِّيه، وتحقّق الخطاب.
لا يهتمّ قادة الاحتلال أن يُخْفُوا، أنّ بؤرة الدوافع الدموية غير المقيَّدة إنما تعود إلى نظرتهم التي تجرّد الفلسطيني من إنسانيته، وتاليا مِن حقوقه الطبيعية.
لا نستطيع أن ننأى عن خصوصية النظرة الإسرائيلية إلى نفسها، وإلى الآخرين، مشفوعةً بحمولات دينية، وجدت ضالَّتها في هجوم 7 أكتوبر، ولم تشف مما نالها منه بعد.
لا يرى بنيامين نتنياهو في التطبيع مع السعودية هدفاً ملحاً، فثمة شكل من العلاقة مع السعودية، من دون تطبيع معلَن، ناهيك عن معرفته برفض الشعب السعودي للتطبيع.
فيما يستبيح المتقاتلون على أرض السودان دماء الناس، ويضيع بين أصوات رصاصهم استقرار البلد، يحافظ المقاتلون في غزّة على تفوّقهم الأخلاقي على عدوهم ومن يدعمه.
بعد اعترافات دول أوروبية بالدولة الفلسطينية، سارع وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير إلى اقتحام باحات المسجد الأقصى في رسالة تكشف عن نوايا الاحتلال الحقيقية.
على أهمية الاحتجاجات الداعمة لغزّة في عدد من المدن العالمية، إلا أنّها لا تقوى على تعويض غياب اللاعب الأساسي؛ صاحب القضية، وعليه لا غنى عن توّحد الفلسطينين.