لم تكن حياة الرئيس محمد مرسي بحياة أبدية لا موت بعدها، بل حياة نهايتها الموت، وليس هذا هو المهم لكن المهم أن الدكتور مرسي كان ينتظر تلك اللحظة التي بايع عليها وظلت أقصى أمنياته..
ماذا سيكون نفع العودة حينما تصبح العودة وإكمال المسير سيّان؟ فالعودة من وسط متاهة هي لغز بحد ذاته كما هو إكمال الطريق، بل ربما أصعب. من الطبيعي أن أفضّل أن آخذ فرصتي، وأتابع المسير، فأنا لم أملك شيئًا...
أعرف الجميع هنا، الحركة ذاتها والناس ذاتهم. من المتسوّل المتلفّح بنفسه من البرد في ركن ما، والمجنونة السمينة التي تنام وتقوم على المقاعد العموميّة ومدمنة الكافيين التي لا تنفكّ تزعج الناس طلبًا للمال لشراء القهوة من "نيتسا"
وحمراء الشعر تلك وابنتها...
لا داعي للخوف، فجميع من قد تصادفه في المبنى من نساء ورجال وحرّاس وبوّابين سيكونون مقنّعين، وبالتالي، عليك أن تدخل المبنى والقناع على وجهك، فلن يتعرّف عليك أحدهم ولن تتعرّف على أحد.. هذا قانون أساسيّ لدخول المكان...
التقيا عند تلك العتبة، ولاحظ كل منهما استغراب الآخر من وجودها. فقد بدت لهما وكأنّها انبثقت من الأرض في تلك اللحظة، ولمّا نظرا إلى الخلف زاد استغرابهما من ذاك الدرج الطويل الذي كانا يصعدانه من غير انتباه.
خرَج من غرفَتِه مُتثاقلًا محنيَّ الظهرِ مرخيًا كأنّه سروالٌ فارغٌ ونصفه مستيقِظ والآخر لا يزال في آخر الأحلام. باغته، أو أيقظ نصفه نُباح أخيل الذي وقفَ باب غرفته وكأنّه ينتظره ليصبّح عليه، فقابله الدرويش بابتسامة وأكمل طريقه نحو الثلّاجة.