تونس الحبيسة: صناعة الترفيه مازالت صعبة

31 مارس 2015
ضعف ثقافة وصناعة الترفيه في تونس (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
كما في غيرها من الدول، ترتبط صناعة الترفيه في تونس بالقطاع السياحي، عبر احتواء منشآتها السياحية على جملة من وسائل الترفيه، التي تهدف لاستقطاب السياح الأجانب والمواطنين. غير أن ما يميز البلد الصغير هو عدم توفره على المعطيات الموضوعية التي تسمح بالتحدث عن "صناعة ترفيه"، بالمعنى الجدّي للعبارة.

بحسب الخبراء، فإن الحديث عن صناعة الترفيه في تونس ما زال صعباً، وما حققته تونس من عائدات للسياحة الترفيهية، يقدّر بعشرة مليارات دولار، يعد إنجاز كبيراً، ويدل على مؤشرات إيجابية عدة منها: تغيير استراتيجية العمل السياحي من السياحة التقليدية إلى السياحة الترفيهية والسياحة الاستشفائية. إلا أن ذلك لا يزال، حتى اليوم، ضعيفاً مقارنة مع ما يمكن أن يصنعه قطاع الترفيه في تونس.

واستناداً إلى بيانات وزارة السياحة، بلغ حجم عائدات القطاع السياحي نحو 3476 مليون دينار (1931 مليون دولار)، وذلك على الرغم من تراجع عدد السياح بنسبة 2.8 % خلال العام الماضي. وكانت الوزارة قد وضعت خطة لجذب 7 ملايين سائح في 2014، إلا أنها عجزت عن ذلك بسبب ضعف مواقع الترفيه السياحي، وعدم تطور الموجود منها بما يتلاءم مع متطلبات السوق السياحية العالمية، بالإضافة إلى الأوضاع السياسية القائمة في البلاد، إذ إن الأوضاع الأمنية والسياسية المتأزمة لا تسمح بقيام صناعة ترفيهية تليق بمقومات تونس الحضارية.

من جهة أخرى، يلفت الخبراء إلى أن هناك علاقة بين صناعة الترفيه وعالم الفن والإبداع، ويشيرون إلى أن تونس تعاني مشكلة تاريخية في صناعة الترفيه السينمائي وحتى الدرامي، إذ لا يمثل الإنتاج السينمائي الترفيهي في تونس نسبة كبيرة بالنسبة لباقي الدول العربية، وهو أمر يحتاج إلى المزيد من التدقيق. ووفق الخبراء، تأتي تونس في مرتبة متأخرة من بين رواد صناعة السينما في العالم، لأن عقلية صناعة الترفيه لدينا ما زالت تعتبره من ضمن الكماليات، وليست من أولويات المواطن أو السائح، وهذا ما يجعل نمط الحياة الاجتماعية للتونسيين خالياً من كل أدوات الترفيه.

يشير علماء الاجتماع إلى أن تأخر تونس في صناعة الترفيه مردّه بقاء تونس حبيسة أنماط الترفيه التقليدي، والأفكار الترفيهية المقترنة بمجموعة من المهرجانات الصيفية، والعروض المسرحية والمسامرات الرمضانية، لذا يتوجب على تونس الدخول في مرحلة صناعة الترفيه من باب مختلف، أبرزها العمل لتطوير صناعة البرمجيات الترفيهية الحديثة، وألعاب الفيديو والتكنولوجيات الترفيهية التي لا تتطلب تنقلاً، أو تغييراً لنمط الحياة بل تتطلب بعض الوقت للترفيه بأدوات حديثة ومتطورة.

وفي مؤشر آخر على ضعف ثقافة وصناعة الترفيه في تونس، غياب النوادي الخاصة بالترفيه، فالحكومة التونسية لا تعتمد ميزانية خاصة لصناعة الترفيه كصناعة مستقلة بذاتها، وهي بالتالي لا تسهم إلا بنسبة ضئيلة جداً في دعم النوادي الترفيهية الخاصة بالأطفال والشباب، مما دفع هذه النوادي إلى إغلاق أبوابها لافتقادها مقومات الترفيه، وضعف تجهيزاتها، وغياب الصيانة.

إقرأ أيضا: هل يرفع الحظر عن النفط الأميركي؟
المساهمون