Alien: Covenant... ريدلي سكوت يستنسخ نفسه في أفلام الفضاء والخيال؟

27 مايو 2017
ريدلي سكوت (Getty)
+ الخط -
قبل 5 أعوام، شعر ملايين المهتمين بالسينما بالتفاؤل مع عودة المخرج ريدلي سكوت، إلى "سينما الخيال العلمي"، ذلك الصنف الذي قدم فيه اثنين من أهم أفلامه Alien وBlade Runner في عامي 1979 و1982. ثم ابتعد عنه تماماً حتى عاد بـPrometheus عام 2012. لم يكن فيلماً ممتازاً، لم يحمل الثورية التي حملتها أفلام سكوت السابقة، ولكن أهميته نبعت من أنه جزء غير رسمي من سلسلة Alien. أحداث مرتبطة بشكل ما، ما يفتح الباب لعودة الغريب، والإجابة عن الأسئلة التي ظلت مفتوحة في نهاية "بروميثيوس"، وهو ما يحدث فعلاً مع صدور Alien: Covenant في دور السينما، ولكن مع نتيجةٍ مُحبطةٍ مرّة أخرى، ليس لأنها سيئة، ولكن لا تقارب أبداً قيمة وأهمية الجزء الأول أو الثاني من السلسلة.


الفيلم الجديد متصل بـ"بروميثيوس"، تدور أحداثه بعد 10 سنوات تقريباً منه، إذ توجد سفينة فضاء تسمى "العهد"، وتحمل طاقماً من العلماء في مجالات مختلفة، مهمتهم الأساسية هي الذهاب إلى أحد الكواكب البعيدة، واختبار ما إذا كان يصلح للعيش أم لا. وأثناء الرحلة يفاجأون بإشارة بشرية تصل من أحد الكواكب القريبة، ومع تحليل بياناته، يكتشفون أنه صالح للحياة تماماً.
يغيرون المسار إليه، وحين يصلون يجدونه أقرب للأرض فعلاً، ولكن لا يوجد عليه أي كائن، لا طيور ولا حيوانات ولا بشر، فقط إنسان آلي هو "ديفيد" (مايكل فاسبندر)، الذي نجا من أحداث الفيلم السابق. وتبدأ الأمور في التدهور مع اكتشاف حقيقة المكان الذي هم فيه.
هناك نقطة مهمة، كانت واضحة جداً في فيلم "بروميثيوس"، وتكرَّرت بشكل أسطع في "العهد"، وهي أن اهتمام سكوت تركز على الجوانب العلمية والفلسفية والبيولوجية الخاصة بالفيلم، إذ يحاول خلق أسطورة خاصة مرتبطة بنشأة الأرض، والـ"دي إن إيه" المشترك الذي يربط البشر بالكائنات الأخرى الأقرب للوحوش التي تعيش على كوكب بعيد.
هذا الأمر يستمر هنا، تبدو المحاولة مستمرة ودائمة ولا تتوقف لصنع أرضية علمية يربط بها خيالية ما يحدث (حيث الوحش المُهاجم لمجموعة من العلماء في بعثة فضائية) بسند يرتبط بأصول وأنواع ونظرية تطور. تلك النقطة ليست سيئة في ذاتها، ولكن وجود الكثير من المشاهد الرتيبة التي يكون الهدف منها ليس الدراما، ولكن الشرح المُبالغ فيه، كان يكسر الإيقاع بشدة في فيلم من المفترض أنه، وفي مقامه الأول، فيلم إثارة.


الأهم من ذلك أن "سكوت"، وفريق الكتاب، لم يمنحوا جهداً مقابلاً أبداً على مستوى الحدث والشخصيات، فأفلام الخيال العلمي الفضائية الكثيرة التي ظهرت في السنوات الأخيرة تجعلك معتاداً جداً على العالم ونمط المواقف والتفاصيل والأبطال. و"العهد" ليس نمطياً فقط بالنسبة لتلك الأفلام، ولكن الأسوأ أنه شديد النمطية بالنسبة لأفلام السلسلة، خصوصاً جزأها الأول الذي صدر قبل 38 عاماً.
فنحن مرة أخرى مع طاقم، وحدث مجهول، وظهور وحش، ورحلة هرب وصراع، لا توجد أي مفاجأة درامية حقيقية قادرة على ربطك بما يحدث أو التأثير فيك، وإذا كانت شخصية "سيغورني ويفر" في الجزئين الأولَين تخلق نموذجاً مدهشاً لـ"بطلة أنثى"، فإن محاولة استنساخها بعد ذلك، وصولاً لكاثرين واترستون، بطلة هذا الفيلم، تبدو بائسة وضعيفة جداً. وهو أمر يصل حتى إلى وحوش السلسلة، فشخصية الـAlien التي جعلت الجمهور يصاب بإغماءات عند ظهورها على الشاشة لأول مرة قبل 4 عقود، ويصمم صناع السلسلة، وعلى رأسهم سكوت، أنها ستحتفظ بالتأثير نفسه بعد كل تلك السنوات والاعتياد من قبل الجمهور، وأن الحيل القديمة ستكون قادرة وحدها على إثارة الرعب أو الفزع أو الشعور بالإثارة، وهو رهان خاسر جداً، ومفتقد للمغامرة والجرأة والجهد، لدرجة أن "الوحش" صار مضحكاً في بعض اللحظات من فرط الاعتياد عليه. 




دلالات
المساهمون