صندوق "النق" الدولي

01 ديسمبر 2014
سوء توزيع اليد العاملة المصرية(محمود خالد/فرنس برس/getty)
+ الخط -
تتزامن المحادثات الفنية بين مصر وصندوق النقد الدولي، مع إعلان الحكومة المصرية عن ‏إجراءات غير شعبية، منها رفع الدعم عن المواد الأساسية للمواطنين، وصولاً إلى تخفيض ‏عدد الموظفين في الدولة. ويقوم الإجراء الأخير على تعيين موظف واحد أو اثنين عوضاً عن ‏كل خمسة موظفين يخرجون إلى التقاعد. ‏

خطط واهية 
ويأتي هذا الإجراء ضمن استراتيجية الحكومة للحد من تضخم ميزانية الدولة عبر خفض ‏الجهاز الإداري، في مقابل تفعيل دور القطاع الخاص والاستثمارات، وهو ما يتطابق مع ‏‏"الحل السحري" الذي يفرضه الصندوق على الدول لتمكينها من الحصول على قروض ‏مدعومة منه.‏
ويقول تقرير صادر عن الجهاز المركزي للمحاسبات، إن عدد العاملين في الدولة، شهد زيادة ‏بنسبة 3.7%. إذ وصل عدد العاملين في القطاع الحكومي، إلى 5.7 مليون موظف، ‏موزعين بين 4.2 مليون موظف من الذكور، و1.5 مليون من الإناث.‏
ويرى عضو لجنة "لا للخصخصة" محمد حسن، أن حكومة إبراهيم محلب تُجهز لتنفيذ برنامج ‏الخصخصة، وذلك من أجل الحصول على قرض صندوق النقد. ‏
ويؤكد محمد حسن أن الأمر بدأ مع تعديل منظومة الدعم، وذلك منذ بدء ولاية الحكومة الحالية.‏
‏ويلفت عضو حركة "لا للخصخصة" إلى التحضير لإنشاءَ شركات خاصة للقيام ببعض ‏المهام الإدارية الرسمية. ويوضح أنه تم إنشاء شركة "تكنولوجيا معلومات الطيران"، وذلك ‏للقيام بإدارة وتطوير قواعد البيانات، بدلاً من الجهاز الإداري الرسمي. "وهناك إجراءات ‏لخصخصة الوظائف في منظومات أخرى، كالمرور والأمن وقطاع البترول والشؤون ‏الاجتماعية ووزارة المالية"، وفق حسن.‏
أمّا نائب رئيس "اتحاد نقابات عمال مصر" مجدي البدوي، فيوضّح أن الدولة لم تستشر ‏الاتحاد، الممثل الرسمي للعمال المصريين، في الإجراءات الجديدة. ‏
ويقول البدوي، "إن إصلاح منظومة الوظائف في مصر ضروري، وذلك بهدف القضاء على ‏التضخم في الجهاز الرسمي". ‏
ويشير البدوي إلى ضرورة أن تكون هناك إجراءات مصاحبة للقرارات الحكومية، "وذلك من ‏خلال تعديل القوانين الخاصة بالقطاع الخاص، وإلزامه بتطبيق الحد الأدنى للأجور". ‏
كما يدعو إلى "توفير تأمينات اجتماعية وصحية للعاملين في القطاع الخاص، وجذب مزيد من ‏الاستثمارات، وتوفير مناخ صحي لعلاقات العمل". ‏
ويؤكد الخبير الاقتصادي الدولي الدكتور رشاد عبده، على ارتفاع إجمالي الإنفاق، على أجور ‏العاملين في الجهاز الإداري بالدولة. حيث كان الإنفاق في عام 2010/2011 حوالى 96.3 ‏مليار جنيه، وأصبح الإنفاق 172 مليار جنيه هذا العام. أي أن إجمالي الإنفاق ‏على أجور العاملين في الدولة، قد ارتفع بنسبة 78% خلال ثلاث سنوات فقط.‏
ويشير عبده إلى أن تصريحات رئيس جهاز التنظيم والإدارة، بالاستعاضة عن كل خمسة ‏موظفين يخرجون إلى المعاش التقاعدي سنويا، بموظف واحد أو اثنين، هو حديث غير مجد. ‏ويعلل رشاد ذلك، بأن هنالك ضرورة لأن يتم إعادة هيكلة الجهاز الإداري، وعدم الاستعاضة ‏بموظفين جدد.‏
ويقول عبده لـ"العربي الجديد"، إن "صوت العمال أعلى من صوت الدولة، وهذا الأمر يشكل ‏ظاهرة كارثية، لأنه يؤدي إلى اهتزاز ثقة الدولة بنفسها". ‏
وبرغم أن "التقشف" الإنفاقي، يحتل صدارة "وصفة" صندوق النقد، ينفي خبير الاقتصاد ‏الدولي، أن يكون تخفيض عدد العاملين في الجهاز الحكومي، هو تلبية لشروط الصندوق، للموافقة على حصول مصر على قرض جديد. ‏
ويشرح أن "الصندوق لا يتدخل في السياسات التي تتبعها الدولة المصرية، ويكتفي فقط ‏بخطوط عريضة. وهذه الخطوط تتمثل في مطالبة الدول الراغبة في الاقتراض، بإجراء ‏إصلاحات اقتصادية. ولكنه لا يتدخل في كيفية تحقيقها داخلياً".‏
كما يلفت نائب رئيس الغرفة الصناعية، ورئيس غرفة صناعة النسيج، المهندس مجدي ‏طلبة إلى أن "الدولة تأخرت كثيراً في اتخاذ ذلك القرار". ولكنه يدعو إلى "ضرورة تعديل ‏القرار، ليكون إغلاق باب التعيين وعدم تثبيت العمالة المؤقتة في الحكومة".‏
‏ويلفت طلبة لـ"العربي الجديد" إلى أنَّ "هناك نقصا حادا في اليد العاملة في القطاع الخاص، ‏بنسبة تتراوح بين 25% و30%، ما يعطل عملية الإنتاج، ويؤدي إلى سوء توزيع اليد ‏العاملة".
المساهمون