اللحوم والحلوى تغيب عن موائد السوريين في العيد

31 يوليو 2014
الأوضاع الاقتصادية المتردية ألقت ظلالها على السوريين(لؤي بشارة/فرانس برس/getty)
+ الخط -
أبت أسعار المواد الغذائية أن تنخفض خلال العيد في سورية، ليتحول العيد إلى مزيد من الحرمان، خاصة وأن أسعار اللحوم والحلويات ارتفعت بشكل غيبها عن موائد السوريين، لاسيما في ظل تراجع قدرتهم على شراء احتياجاتهم الأساسية.

وقفزت أسعار أغلب السلع والمنتجات في الأسواق، مسجلة مستويات قياسية، ليصل سعر الكيلوجرام من لحم الخروف لأول مرة 2600 ليرة (17.4 دولار) وسعر كيلوجرام لحم العجل 1950 ليرة.

كما طالت الارتفاعات أسعار الحلويات التي اعتاد السوريون تقديمها خلال العيد، فسعر كيلو جرام من المعمول (حلويات شعبية) المحشو فستق وصل إلى 3 آلاف ليرة (20.1 دولار)  وسعر المبرومة 5 آلاف ليرة (33.5 دولار).

موائد بلا لحوم

قال الضابط المتقاعد قاسم السوادي من العاصمة دمشق: إن أسعار اللحوم ارتفعت بشكل جنوني قبل وأثناء العيد.

وأضاف السوادي لمراسل "العربي الجديد": استغنينا عن اللحوم في موائد العيد نتيجة ارتفاع أسعارها.

وأشار إلى أن التاجر يبرر زيادة الأسعار بارتفاع سعر الدولار، أو نقص كميات اللحوم نتيجة وصول المعارك خلال العيد، أطراف دمشق.

في المقابل عزا تاجر اللحوم رضوان محمد، من منطقة ببيلا في ريف دمشق، سبب غلاء الأسعار الى تهريب الأغنام إلى الأردن ولبنان وارتفاع أسعار الأعلاف، حيث انسحب العديد من مربي الأغنام نتيجة الخسائر والأخطار.

الحلوى من الكماليات

زاد عرض الحلويات الشامية قبل وخلال العيد، من دون أن يؤثر العرض على كسر أسعارها، كما قال المواطن شادي حسن من منطقة في دمشق.

وأضاف حسن لـ"العربي الجديد": غصت أسواق الحلويات بأنواع متعددة، وخاصة سوق الميدان في دمشق، لكن حركة البيع ضعيفة.

ولفت إلى أن سعر كيلوجرام من المعمول لا يقل عن 3 آلاف ليرة والمبرومة عن 5 آلاف ليرة، أما سعر كيلو المشكل ذو العلامات الشامية المعروفة، فلم يقل عن 7 آلاف ليرة (46.9 دولار) للكيلوجرام الواحد، كما تتفاوت الأسعار من منطقة الى أخرى.
أما سوق الألبسة فهو الأكثر مقاطعة من السوريين خلال المواسم، فأسواق الصالحية والحمرا وسط دمشق، لم تشهد الإقبال والازدحام المشهود لها خلال الأعياد، رغم الحملات الإعلانية التي غطت واجهات المحال، عن التخفيضات.

وقالت إحدى المواطنات وهي طالبة جامعية، من حمص مقيمة في دمشق: تجولنا قبل العيد على الأسواق ولكن لم نشتر، لأن الأسعار مرتفعة جداً. وأشارت إلى أن المحال التجارية وضعت لوحات التخفيضات والحسومات على واجهات المحال، و"لكن كلها وهمية، فمجرد أن تجادل في السعر يقولون لك إن الدولار ارتفع".

وأوضحت أن سعر الطقم الجينز لا يقل عن 5 آلاف ليرة، أما أسعار ألبسة الأطفال، فهي الأكثر غلاء فتتراوح بين 6 (40.2 دولار)، و7 آلاف ليرة.

ولفتت إلى أن أسواق الألبسة الأوروبية المستعملة "بالة" نشطت كثيراً قبل عيد الفطر، وهي مناسبة أكثر لدخل السوريين المتردي.

عالم آخر

رغبات مختلفة وأسعار أخرى في المناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة المعارضة، فما أن تسأل عن أسعار الألبسة واللحوم، تفاجئك الإجابات عن الشهيد والتهجير والقصف والموت.

وفي هذا الإطار قال الناشط في المجال الإغاثي، أحمد أبو خالد، من ريف ادلب شمال سورية: جمعنا صدقات رمضان واشترينا بعض المواد الغذائية وألبسة الأطفال ووزعناها على أسر الشهداء، لا يوجد لدينا عيد، فعيدنا هو يوم سقوط النظام.

وأضاف أبو خالد : الأسعار مرتفعة والناس تعبت، فلا دخل من الزراعة ولا وظائف بعد فصل نظام بشار الأسد العاملين في الدولة بتهمة تأييدهم الثورة.

وأشار إلى أن بعض النسوة في المناطق المحررة صنعت حلويات العيد في المنازل كي لا يشعر الأطفال بمزيد من الحرمان بعد موت إخوتهم وآبائهم.

المساهمون