ويشارك في قمة "ويش 2018" التي انطلقت فعالياتها، اليوم الثلاثاء، في مركز قطر الوطني للمؤتمرات في الدوحة، نحو 2000 من الخبراء الصحيين والمبتكرين والباحثين والوزراء من أكثر من 100 دولة.
وقالت وزيرة الصحة العامة القطرية، حنان الكواري، في كلمة خلال الحفل، إنّ عدد المشاركين وصل إلى 2000، وهو أكبر عدد من المشاركين منذ إطلاق مؤتمر ويش عام 2013، وأضافت أن هناك مشاركين من كل القارات باستثناء القطب المتجمد الجنوبي.
وأوضحت: "اخترنا شعار المؤتمر ليكون (مجتمع واحد)، لنتشارك الأفكار والحلول المبتكرة في سعينا معًا للتقدم بخدمات الرعاية الصحية".
وقالت إنه وفقا لرؤية أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، فإن البلاد تستثمر في رأس المال البشري، وأضافت أنه في مؤتمر ويش 2016 أطلقت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الشيخة موزا بنت ناصر، مشروع الجينوم القطري، واليوم أنجزت المرحلة الأولى من المشروع، مع رسم خريطة 10 آلاف جين كامل.
وتم تقديم النسخة الأولى من "شريحة قطر" (Qatar chip) للشيخة موزا بنت ناصر، والتي تضم أكثر من نصف مليون من الطفرات والتغيرات في المادة الوراثية والتي يمكن أن تستخدم في تشخيص الأمراض، والتي تشكل مرحلة جديدة من الطب الشخصي في قطر.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمؤتمر قمة "ويش"، اللورد دارزي أوف دنهام، إنه قبل 18 شهرا تساءل البعض عن إمكانية عقد المؤتمر في قطر بعد أن فرض جيرانها عليها حصارا بريا وبحريا وجويا منذ يونيو/حزيران 2017.
وأضاف "إننا نعيش وقتا مضطربا يتحطم فيه النظام القديم، بينما النظام الجديد لم يولد بعد، وإنه مع قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي انتبه العالم إلى ما عرفته قطر منذ بعض الوقت".
وقال إن تأثيرات الحصار كانت كبيرة، عبر منع حركة السفن والطائرات، وتشتيت شمل الأسر، ولكن قطر لم تتأثر، فالزحام في الشوارع كالمعتاد، والحركة في المتاجر التجارية مستمرة.
وأكد أن قطر منفتحة على العالم بشكل مذهل، والتجارة مع دول العالم ترتفع، وبناء المنشآت الضخمة يستمر في هذا البلد الشاب. فبينما حاول البعض عزل قطر عن العالم قررت أن تكون منفتحة أكثر.
وقال إنه على سبيل المثال، فإن مواطني 80 دولة حاليا يستطيعون المجيء إلى قطر دون تأشيرة دخول، مؤكدا أن الفضل يعود لقادة قطر بأن تكون أكثر انفتاحا على العالم. وأضاف أن طموح قطر أن تمتلك أفضل نظام تعليمي وصحي في العالم.
وأكد أن "ويش" صنعت منصة فريدة للأفكار الجديدة، كما صنعت مجتمعا، مضيفا أن "مشاكلنا يجب أن تحل عبر التعاون معا".
وألقى الرئيس والمدير التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية، ديفيد ميليباند، الكلمة الرئيسية في المؤتمر، والتي أعلن فيها عن جدول أعمال منظمته الجديد لعلاج سوء التغذية العالمي.
وفي سياق فيلم أُعد خصيصًا لحفل الافتتاح، خاطب جيمي كارتر، الرئيس الأميركي الأسبق، والحائز على جائزة نوبل، الحاضرين قائلًا: "يُمكننا، من خلال الإرادة السياسية والعمل والالتزام، إحداث فارق في حياة البشر. ونحن لا يمكننا، بكل بساطة، أن نبقى غير مبالين إزاء آلام الآخرين. إن الوصول إلى عالم أكثر صحة هو أمر في متناول أيدينا، ولكن النجاح مرهون بتصميمنا على بذل كافة الجهود".
وقدم المدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري، عبد الله الحمق، محاضرة حول دور الجمعية في رعاية الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول، وحول المؤتمر، قال الحمق لـ"العربي الجديد": إنّ "ويش" يركز على الشباب المبتكر والابتكار في الرعاية الصحية، وعلى سبيل المثال تعرض في قسم الابتكارات تقنية تمكن الشخص من إجراء تحليل للبول باستخدام الهاتف الجوال دون الحضور إلى المركز الصحي أو العيادة الطبية، وتخرج النتائج ويتم إرسالها إلى الطبيب الاختصاصي. وثمة اختراع آخر، عبارة عن لعبة مجانية تستخدم أيضا عبر الجوال توضح أضرار الاستخدام المفرط ودون استشارة الطبيب للمضادات الحيوية.
ويناقش المشاركون في "ويش 2018" تسعة محاور بحثية، تتضمن القلق والاكتئاب، وعلم البيانات والذكاء الاصطناعي، والتصميم في مجال الصحة، وصحة العين، والرعاية الصحية في ظروف النزاع، والأخلاق الإسلامية والرعاية التلطيفية، والتمريض والتغطية الصحية الشاملة، ودور القطاع الخاص في الرعاية الصحية، والتهاب الكبد الفيروسي.
ويصاحب المؤتمر معرض المبتكرات، إذ يعرض 10 مبتكرين شباب تحت سنّ الـ30 من 10 بلدان مختلفة، ابتكاراتهم في مجال الرعاية الصحية. ويمثل الفائزون 10 بلدان، هي: قطر، وسورية، والكويت، وسويسرا، وروسيا، وبريطانيا، وماليزيا، وأوغندا، والسويد، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية. وتم اختيار المبتكرين العشرة بعد تأهلهم في مسابقة المبتكرين الشباب، وهي مبادرة توفر الفرصة للشباب الطامحين إلى لعب دور قيادي في الرعاية الصحية بالمستقبل.
ومن بين المشاركين بالمعرض، القطري محمد الجفيري، الذي تحدى الإعاقة فأصبح واحدا من القيادات الشبابية وحوّل اختراعه لروبوت فريد.
يقول لـ"العربي الجديد"، إن "الروبوت سيدو" هو الروبوت الوحيد في العالم للتخاطب مع الأطفال الصم بلغة الإشارة، ويساعدهم على التدخل التعليمي المبكر، بحيث يكون آلة للتفاعل والتواصل معهم.
وعن الأسباب التي دفعته لهذا الابتكار، قال الجفيري: "تبلورت الفكرة عندي عندما انكسرت رجلي وأنا ألعب كرة القدم، ودخلت عالما جميلا وهو عالم الإعاقة، ولأول مرة أشعر بمعاناتهم، فقررت أن أعمل برنامجا اسمه (إعداد قادة) من ذوي الإعاقة، ودربت مجموعة من الشباب في برنامج مدته ستة أشهر، وانتظم فيه 120 شخصا، ونجحت مع الجميع، لكن فشلت مع فئة الصم على الرغم من وجود مجموعة كبيرة من مترجمي لغة الإشارة، ومن هنا قررت تنفيذ برنامج (إعداد قادة للصم)، إلى أن توصلت للروبوت (سيدو)".
وحصل "الروبوت سيدو" على الميدالية الذهبية في معرض الاختراعات الدولي العاشر في الكويت في يناير/ كانون الثاني 2018، إذ فاز بالجائزة الكبرى من إجمالي 130 مشاركة، كما حصد المخترع الجفيري المركز الأول للابتكار والاختراع من مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون.
ويعدّ مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية "ويش"، من المبادرات الدولية التي تهدف إلى "دعم وتشجيع روح الابتكار في تقديم خدمات الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم".
وأطلق مؤتمر "ويش" في القمة العالمية لسياسات الرعاية الصحية في لندن في الأول من أغسطس/ آب 2012 ويعقد المؤتمر دوريا كل عامين.