أعلنت مبادرات "مناهضة التحرّش" عن رصدها نحو 68 حالة تحرّش خلال أيام عيد الفطر في القاهرة وحدها، فضلاً عن عشرات الحالات في المحافظات الأخرى، جاءت أغلبها من شباب تتراوح أعمارهم ما بين 16 و22 عامًا.
المتحدث باسم مبادرة "شفت تحرّش"، فتحي فريد، قال إن "الشباب المشاركين في المبادرة تدخلوا لمنع وإنقاذ 35 واقعة تحرّش جنسي في وسط القاهرة خلال أيام العيد"، منتقدًا أداء عناصر الشرطة، ولافتاً إلى أنها "تحتاج إلى تدريب وتأهيل لمكافحة جرائم التحرّش، التي انتشرت بصورة كبيرة".
وأشار فريد إلى أن "كثيرات من اللواتي يتعرضن للتحرّش، يغضُضن الطرف عنها، أو يقنعهن من يعرفونهن بعدم التوجّه إلى أقسام الشرطة، وتحرير محاضر ضدّ المتحرّشين خوفًا من الفضائح"، لافتًا إلى أن "هذه النوعية من المواطنين السلبيين أخطر على الفتاة من المتحرّش نفسه".
ورصدت المبادرة 14 حالة تحرّش في كفر الشيخ، أربع حالات منها في أول يوم العيد، وثلاث في اليوم الثاني، وسبع حالات تحرّش في الحدائق العامة والمتنزهات ثالث أيام العيد.
ولفت مسؤولو المبادرة إلى أن الوجود الأمني في محافظة كفر الشيخ انعدم في فترة الصباح، ولم يظهر إلا بعد فترة الظهيرة، سواء بقوات نظامية أو أخرى سرّية، لكن دون تدخل من أحد لمنع تلك الجرائم.
وقال عضو حملة "التحرّش بالمتحرّشين"، شادي حسين، إن "الحملة رصدت 33 حالة تحرّش جنسي (جسدي) لأعمار تتراوح ما بين 16 و22 عاما، وأكثر من 50 حالة تحرّش جنسي (لفظي) في ثاني أيام عيد الفطر، أثناء وجودهم الميداني في محيط كوبري قصر النيل ودار الأوبرا، من الخامسة مساء إلى العاشرة ليلا.
وأضاف حسين أن "أعضاء الحملة يرشّون الإسبراي (الطلاء) على ملابس المتحرّش بمجرد الإمساك به، ويكتبون عبارة "أنا متحرش"، ليكون شكلا من أشكال الردع والعقاب للمتحرّش، مشيرًا إلى أنه رغم التكثيف الأمني في محيط كوبري قصر النيل، فإن أغلب الضباط وأفراد الأمن لا يؤدون دورهم بالقبض على المتحرّشين، والتدخل لإنقاذ الفتيات.
وأوضح أنه "في الحالات القليلة، التي تدخلت فيها قوات الشرطة بالقبض على المتحرّش، بعد أن يمسك به أعضاء الحملة، كانت تطلق سراحهم بعد وقتٍ قليل، مما دفع أحد المتحرّشين إلى العودة إلى أعضاء الحملة وتهديدهم بالانتقام".