واعتبرت الهيئة العليا للمفاوضات السورية أن هذه الهجمات "تعزز قرار تأجيل محادثات السلام ولا يمكن إنجاز عملية سياسية في الأجواء الحالية"، وفق بيان نقلته وكالة "رويترز".
كذلك، دان "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، "مجزرتي معرة النعمان وكفرنبل، مطالباً المجتمع الدولي بتجاوز صمته، والبدء بالتحرك من خلال إجراءات حقيقية وعاجلة، تدرك المخاطر الجدية، التي ستترتب على هاتين المجزرتين"، مضيفا أن هذه المجازر ليست مجرد خروقات، بل استمراراً لاستراتيجية إجرامية في استهداف المدنيين وإقحامهم من جديد كرهائن في مشروع التفاوض على بقاء النظام.
ورفض الائتلاف الوطني "أية محاولات للتعاطي مع الملف الإنساني كمجال للتفاوض"، مؤكداً أن "مجازر اليومين الماضيين هي دلائل إضافية على أحقية ومشروعية قرار الهيئة العليا للمفاوضات بتعليق مشاركتها وتأجيل المشاورات".
وارتفع عدد القتلى بسبب غارة للطيران الحربي للنظام السوري إلى أكثر من اثنين وأربعين قتيلاً، بعد أن استهدفت، ظهر اليوم، سوقاً شعبية بمدينة معرة النعمان، في ريف إدلب الجنوبي، بالتزامن مع هجوم جوي مماثل طاول سوقاً في بلدة كفرنبل القريبة، وأوقع نحو خمسة عشر قتيلاً، بالإضافة إلى قتل تسعة مدنيين وجرح آخرين بريف دمشق.
وقال مصدر طبي من المدينة، لـ"العربي الجديد": "لقد بلغ عدد قتلى المجزرة التي ارتكبها النظام السوري اليوم في المدينة، اثنين وأربعين قتيلاً في إحصائية شبه نهائية"، مشيراً إلى، "إمكانية ازدياد العدد في ظل وجود إصابات حرجة موزعة على مشافي المدينة والنقاط الطبية الميدانية".
وبيّن المصدر أنّه "لا توجد إحصائية لعدد الجرحى"، مؤكداً "بلوغها أكثر من ثمانين جريحاً بينهم عشرات الأطفال، تم نقل الحالات الخطرة إلى الأراضي التركية لتلقي العلاج".
وكانت مصادر محلية بمعرة النعمان، قد أكدت، لـ"العربي الجديد"، أن "عشرات الضحايا سقطوا، وتم توثيق ستة قتلى، بينهم أطفال، كحصيلة أولية، جراء الغارة في سوق الخضار بالمدينة"، مرجحين في الوقت ذاته ارتفاع العدد نتيجة صعوبة حصر أعداد الضحايا الذين أُسعفوا إلى عدة نقاط طبية.
وبث ناشطون مشاهد من المكان المستهدف الذي تناثرت فيه جثث القتلى والجرحى، وعرض مشفى السلام، أحد أكبر المشافي بمعرة النعمان، صوراً تُظهر مجموعة من الضحايا، بينهم أطفال، وقد قُتلوا أو جُرحوا بإصابات بالغة.
وفي بلدة كفرنبل القريبة، ارتفع عدد قتلى الغارة، التي استهدفت سوقاً بحي العزيزية، شرقي البلدة، إلى نحو خمسة عشر شخصاً، فضلاً عن عشرات الجرحى.
بموازاة ذلك، قصف طيران النظام الحربي مناطق أخرى بريف إدلب، منها كفرعويد والفطيرة وسفوهن وسراقب، فضلاً عن معرة النعمان وكفرنبل، وذلك في أكثر أيام المحافظة دموية منذ بدء "وقف الأعمال العدائية" في سورية يوم السابع والعشرين من فبراير/ شباط الماضي.
كذلك، قتل شخصان وجرح آخرون، بانفجار دراجة نارية مفخّخة، قرب بنك الدم ونقابة المعلمين وسط مدينة إدلب، وأفاد مصدر إعلامي لـ"العربي الجديد"، بأن "الانفجار استهدف دورية للقوة التنفيذية، الذراع الأمنية لجيش الفتح".
وفي سياق متصل، قُتل تسعة مدنيين وجُرح آخرون بريف دمشق، اليوم، بقصفٍ لمدفعية النظام على طريق بالا، في القطاع الجنوبي لغوطة دمشق الشرقية.
وقال الناشط الإعلامي المتواجد بتلك المناطق، كريم زبدين، لـ"العربي الجديد"، إن "تسعة مدنيين قُتلوا وأصيب آخرون بالقصف العنيف على الطريق الوحيد المؤدي إلى القطاع الجنوبي في الغوطة قرب بلدة بالا"، مشيراً إلى أن من بين الضحايا أطفالاً ونساءً.
وقال الناشط إن القصف المدفعي وبقذائف الهاون لم يهدأ منذ الصباح على تلك المناطق، التي تحاول قوات النظام منذ أشهر السيطرة عليها، لفصل مناطق الغوطة الشرقية إلى قطاعين جنوبي وشمالي، متحدثاً عن غارتين جويتين استهدفتا بعد ظهر اليوم محيط مدينة عربين.