5 ملايين دولار لمدونين إسرائيليين

17 سبتمبر 2015
(Getty)
+ الخط -
عبّر السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية ورئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، عن تفاؤله بقدرات "الشباب العربي في التصدّي للمخططات الصهيونية، وبانتصار القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب المركزية"، منبهاً في الوقت ذاته إلى توخّي الدقة في التعاطي مع "المعلومات الكثيرة على شبكة الإنترنت والمرتبطة بقضايا أمتنا العربية، والتي يجري تشويهها من قبل إسرائيل، حيث رصدت وزارة الخارجية الإسرائيلية 5 ملايين دولار للمدوّنين الإسرائيليين لهذا الهدف، وهو ما يتطلب مواجهته عربيا بنفس الأسلوب".
جاء ذلك في محاضرته حول الصراع العربي الإسرائيلي والمراحل التاريخية التي مر بها، والتي ألقاها بمقر الجامعة العربية اليوم أمام المتدربين في الأمانة العامة من طلاب الجامعات العربية ضمن برنامج التدريب الصيفي، والذي تنظمه إدارة التدريب وتطوير أساليب العمل في قطاع الشؤون الإدارية والمالية بالجامعة العربية.
وندد صبيح في الوقت ذاته بسياسة قلْب الحقائق والتزييف التي تقوم بها إسرائيل ومحاولة صناعة تاريخ مزيف لها، وفي تتبعه التاريخي أشار إلى أن المنطقة مرّت بمؤامرات استعمارية، كان أشهرها اتفاقية وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا بتوقيعهما على وثيقة اتفاقية سايكس بيكو في 1916 على اقتسام الهلال الخصيب بينهما، بعد تهاوي الإمبراطورية العثمانية، المسيطرة على هذه المنطقة، في الحرب العالمية الأولى.. والتي نشرت نصوصها السرية روسيا البلشفية وأنكرتها بريطانيا، وهدفت إلى زرع الكيان الإسرائيلي في قلب الأمة العربية لتمزيقها، وقد شبّه أحد السياسيين الأميركيين هذا الكيان بجسم غريب كحاملة طائرات يستخدم ضد العرب.
ولم تتوقف الأحداث هنا، بل في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917 صدر وعد بلفور بإنشاء الكيان الإسرائيلي.. وقد حاولت الجامعة العربية التصدي لقرار التقسيم في الأمم المتحدة بتأجيل التصويت وإحالة الأمر إلى محكمة العدل الدولية، ولكن ذلك لم يحدث، فحجم المؤامرة كان كبيرا. وحاولت الجيوش العربية في عام 1948م التصدي لتقسيم فلسطين، لكنها لم تكن في مستوى التجهيزات العسكرية الموجودة، سواء من حيث العدد أو العتاد والذي كان قديما من مخلفات الحرب العالمية الأولى.
وفي ختام محاضرته، أشار إلى أن هناك مبادرات كثيرة تتناول قضية السلام مع إسرائيل، وأهمها مبادرة السلام العربي التي قدمتها المملكة العربية السعودية وأقرّتها قمة بيروت عام 2002، وذهاب وفد عربي إلى إسرائيل لعرض المبادرة، ولكنها قوبلت بالرفض من قبل إسرائيل، وإلى الآن إسرائيل ترفض هذه المبادرة، وترفض قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، والذي على أساس اعترافها بهذه القرارات تم قبولها عضوا في الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تقتل أطفال غزة... وتتعاطف مع عيلان