وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن وقوع أربعة تفجيرات انتحارية متتالية وقعت بالقرب من مركز الجمارك اللبنانية في القاع، وكان يفصل التفجير عن الآخر ما يقارب عشر دقائق.
وبحسب الرواية التي تحدث عنها عدد من الأهالي، فإنّ التفجير الأول وقع قبل الساعة الرابعة فجراً، ولحقه تفجير آخر بعد بدء تجمّع الأهالي وبعده ثالث ورابع، مشيرة إلى أنّ "عدداً من المواطنين حاول إطلاق النار لوقف الانتحاريين لكنهم لم ينجحوا في قتلهم قبل تفجير أنفسهم".
وأشارت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ وحدات من الجيش والقوى الأمنية قامت بوقتٍ لاحق بضرب طوق أمني حول المكان، وطالبت المواطنين بالبقاء في منازلهم خشية وقوع هجمات إضافية.
من جانبه، أكّد الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني، جورج كتاني، في اتصال مع "العربي الجديد"، أنّ المحصلة غير النهائية للاعتداء هي خمسة قتلى وأكثر من 15 جريحا "من بينها أربع حالات خطرة تمّ نقلها إلى مستشفيات البقاع"، ما يرجّح إمكانية ارتفاع عدد ضحايا هذا التفجير.
ويفتح تفجير القاع فصلاً جديداً من الاعتداءات الانتحارية في لبنان، على اعتبار أنّ هذا الاعتداء جاء رباعياً والتفجيرات متلاحقة ما يؤشر إلى هدف الجهة التي نفذته إيقاع العدد الأكبر من الخسائر في صفوف المواطنين. مع العلم أنّ التفجير الانتحاري الأخير الذي ضرب الضاحية الجنوبية لبيروت (مقرّ قيادة حزب الله ومربعه الأمني على مدخل بيروت الجنوبي)، تفجير برج البراجنة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نفذه انتحاريان اثنان وأدى إلى سقوط عشرات الجرحى نظراً لاكتظاظ الأحياء السكنية في الضاحية.
ويأتي هذا التفجير بعد سلسلة من التحذيرات الأمنية الصادرة عن الأجهزة اللبنانية وعن تخوّفات أطلقتها بعض السفارات الأجنبية في بيروت، من احتمال وقوع اعتداءات في لبنان. إلا أنّ تلك المخاوف كان تشير إلى عمل مجموعات متشددة على استهداف مناطق سياحية في بيروت محيطها.