تصاعدت أعداد المنتحرين في مصر خلال يومي الخميس والجمعة بصورة مقلقة، فقد وصلت حالات الانتحار إلى خمس حالات، لأسباب مختلفة، تتصل بظروف معيشية ومشكلات اقتصادية واجتماعية.
وشهد مساء الجمعة إلقاء مجند بقطاع الأمن المركزي، بنفسه أمام أحد قطارات مترو الأنفاق بمحطة الشهداء، بالقرب من وسط القاهرة، وقال مصدر مسؤول بالمترو إن المجند يدعى طاهر فاروق الفولي، 23 عاماً، مجند بقطاع الأمن المركزي، ألقى بنفسه أمام القطار رقم 123 أثناء دخوله محطة الشهداء قادماً من حلوان، وتم رفع الجثة من على القضبان لاستمرار تشغيل حركة القطارات.
وقبيل فجر الجمعة، انتحر شاب في العشرين من عمره بمنطقة خورشيد بدائرة قسم المنتزه بشرق الإسكندرية، شمال مصر، حيث وُجد مشنوقاً في حجرته لأسباب مجهولة.
وشهدت قرية البطاط بدمياط، شمال مصر، انتحار رجل في الخمسين من عمره، بإشعال النار في نفسه، لمروره بضائقة مالية.
كما انتحر رجل في العقد الخامس من عمره، وفتاة تبلغ من العمر 18 عاماً، من قرية العتامنة التابعة لمدينة منفلوط بأسيوط، بعد تناول كل منهما مواد كيماوية غير مصرّح بها (قرص سوس)، أول أمس الخميس، لأسباب مادية وأخرى تتعلّق بمشكلات أسرية.
وقال أهالي القرية، لوسائل إعلام محلية: "إن حمدان عبد الحفيظ عليوة، الذي يبلغ من العمر 50، سنة انتحر بسبب مشاكل مادية، وأخرى بينه وبين ابنه استمرت على مدار الشهرين الماضيين".
وأفاد أهالي القرية بأن "الحالة الثانية هي هند حمدي فائز نصار، البالغة من العمر 18 عاماً، ويرجع سبب انتحارها لمحاولة الضغط عليها من عائلتها للزواج من شاب خطبها منذ عدة أشهر".
كثرة المنتحرين
وشهدت مصر تزايداً ملحوظاً في حالات الانتحار خلال الفترة الأخيرة. حالات الانتحار تخطت 23 حالة، منها 15 حالة في أسبوع واحد، بالإضافة إلى ما يزيد عن 4 حالات في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، معظمها بسبب الظروف الاقتصادية وفقدان الوظائف.
وألقت فتاة بنفسها من أعلى كوبري قصر النيل بالقاهرة، نهاية الأسبوع الماضي، هرباً من شاب تحرّش بها، ما أدى إلى موتها غرقاً.
وظهرت صور لشاب في العقد الثالث من عمره، وهو معلق بحبل من رقبته في نافذة على واجهة أحد العقارات، نهاية نوفمبر.
وسبقه بيوم انتحار أمين شرطة داخل مركز شرطة بمحافظة أسيوط، جنوب مصر، بعد خلاف على الميراث مع شقيقه. وقبل يوم من هذه الحادثة، سجلت محافظة الإسماعيلية انتحار شاب آخر إثر تعرّضه لحالة من الاكتئاب بسبب ظروف مادية قاسية.
وكانت الحادثة التي أثارت ضجة خلال نوفمبر، هي للناشطة السياسية زينب المهدي، التي أقدمت على شنق نفسها إثر تعرضها لحالة اكتئاب نتيجة ظروف شخصية أحاطت بها على خلفية الظروف السياسية الصعبة التي تعيشها مصر منذ فترة.