وقال عماد غالي، وهو نازح سوري يعيش في مخيم الركبان كان يدرس طب الأسنان قبل النزوح، لـ"العربي الجديد"، إن المخيم استقبل نحو خمسة آلاف مدني من مخيم الحدلات الذي تم إخلاؤه بشكل كامل، وأنه تم نقل بعض النازحين عبر سيارات تم استئجارها من قبل المدنيين، وعلى نفقتهم الخاصة، بكلفة تراوح بين 75 ألفاً و100 ألف ليرة سورية (150 و200 دولار أميركي) للسيارة الواحدة، وجرى نقل آخرين بسيارات تابعة للفصائل المسلحة المعارضة.
ولفت غالي إلى أن "مخيم الركبان لا يستقبل النازحون إليه مساعدات إنسانية، والنازحون الجدد لا توجد أماكن تأويهم، وهم إما جلبوا خيامهم معهم، أو اشتروا خياما، وثمن الخيمة الواحدة يصل تقريبا إلى 125 ألف ليرة (نحو 250 دولارا)، وبعضهم يستخدم غرفا طينية أنشأها نازحون غادروا المخيم، وتختلف أسعارها بحسب حجمها وملحقاتها، ويصل سعر الواحدة منها إلى نحو 400 ألف ليرة".
وأوضح أنه "خلال الأسابيع الماضية شهد مخيم الركبان حركة نزوح أيضا بسبب سوء الأحوال المعيشية، والمغادرون اتجهوا إلى مناطق النظام، وغالبيتهم من كبار السن والنساء والأطفال من العائلات غير المطلوبة أمنيا من قبل النظام، ومن ليس لديهم أبناء في سن الخدمة العسكرية، والبعض توجه إلى مناطق الشمال قبل أن يقطع النظام الطريق عقب سيطرته على جزء كبير من ريف الرقة الجنوبي وريف دير الزور الجنوبي".
وبيّن غالي أن "المساعدات الإنسانية انقطعت عن المخيم منذ نحو 6 أشهر تقريبا، بلا أسباب معلومة، ورغم أن الحكومة الأردنية تؤمّن مياه الشرب للمخيم، وإدخال الحالات الصحية الحرجة إلى المستشفيات، لكن لا نعلم سبب غياب الأمم المتحدة عن دورها، وتغافلها عن الوضع الإنساني المزري في المخيم".
وقال النازح الشاب إن "المواد الغذائية انقطعت عن المخيم بعد اشتداد المعارك في البادية السورية، وكانت في ما سبق تصلنا عبر ريف السويداء الشرقي من منطقة شعاب، فلم يصلنا الطحين والسكر منذ أكثر من أسبوعين، الأمر الذي زاد من معاناة النازحين".
وبين أن "عشرات آلاف النازحين يقتاتون اليوم على ما ينجح المهربون في إيصاله من مواد غذائية، إما من ريف دير الزور الجنوبي، وخاصة من منطقة الميادين، أو من ريف دمشق وريف دير الزور، إلا أنها كميات لا تكفي الاحتياجات"، لافتا إلى أن "سكان المخيم يعتمدون في إعالة أنفسهم على مدخراتهم المالية، وما يصلهم من مساعدات مالية من أقاربهم خارج المخيم".
ويقع مخيم الركبان بالقرب من قاعدة التنف العسكرية، على مثلث الحدود السورية العراقية الأردنية، وسبق أن سجلت بداخله حالات وفاة لأسباب صحية.