46 ألف نازح منسيون في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية

14 سبتمبر 2018
يترقب النازحون وصول مساعدات إنسانية (Getty)
+ الخط -


يكابد نحو 46 ألف نازح في مخيم الركبان، على الحدود السورية الأردنية، أوضاعا معيشية صعبة، يفاقهما غياب أي مساعدات إنسانية من المنظمات المعنية، إضافة إلى شح المواد الغذائية ونقص الرعاية الطبية والماء والكهرباء، في بقعة صحراوية قاحلة تنعدم فيها مقومات الحياة.

وفي السياق، يقول أبو جهاد، وهو نازح من ريف حمص إلى مخيم الركبان، لـ"العربي الجديد": "إننا نعيش حالة مزرية وبائسة إلى أبعد حد ممكن، وإضافة إلى معاناتنا مع الطقس الصحراوي والغبار شبه الدائم، هناك نقص في المياه التي تضخ إلى بضعة خزانات، كما أن هناك شحّا في المواد الغذائية، حيث لا توجد مساعدات إنسانية إلا في ما ندر، والمواد المتوفرة في السوق هي التي تصل من مناطق النظام، وهي بشكل عام مرتفعة الأسعار، جراء تكاليف النقل وما يدفع عليها من إتاوات للحواجز العسكرية المنتشرة على الطرقات".

ويتابع "كل ذلك في وقت لا يملك فيه معظم النازحين في المخيم أي دخل ثابت، حيث تنتشر البطالة بشكل كبير، ما يضطرهم إما إلى طلب مساعدات مالية من أقربائهم في الخارج، أو العمل على بسطة تجارية أو أعمال نقل، غير أن ما يجنيه الفرد من دخل لا يغطي احتياجات العائلة الأساسية".

من جانبه، يقول أبو محمد، النازح من ريف دمشق إلى مخيم الركبان: "نحن نعيش خارج التاريخ، وكأننا معزولين عن العالم، فالمخيم يمتد على طول 7 كيلومترات، غير أن غالبية المنازل عبارة عن خيام لا تقينا الحر ولا البرد، وقلة من استطاعوا أن يبنوا غرفا من الطين، كما لا توجد مدارس للطلاب، بل فقط مبادرات بسيطة دون مناهج متكاملة، لا تخول الطالب الحصول على أي شهادة تسمح له بمتابعة تحصيله العلمي في المستقبل".

ويضيف "لا رعاية طبية في المخيم، حيث يضطر المرضى لمراجعة نقطة طبية داخل الحدود الأردنية، بدورها لا تتوفر فيها إمكانيات جراحية، كما أن هناك نقصا كبيرا في الأدوية في ظل انتشار حالات الإصابة بالأمراض المعوية في فصل الصيف، إلى جانب الأمراض الصدرية التي تكثر في فصل الشتاء، في وقت لا توجد لدى سكان المخيم المناعة المطلوبة وخاصة الأطفال، بسبب سوء التغذية".          

من جهته، يقول مسؤول الإعلام في "الإدارة المدنية" عمر الحمصي، لـ"العربي الجديد": "قامت الإدارة المحلية في مخيم الركبان بإعداد قوائم بسكان المخيم، ويتم حاليا إعداد بطاقات خاصة ليتم اعتمادها في توزيع المساعدات الغذائية، المزمع تقديمها من منظمة الصليب الأحمر الدولية".

ويبين أن "الاحتياجات الرئيسية في المخيم والمقدمة للمنظمة هي المواد الغذائية بسبب الفقر والجوع الذي يعاني منه النازحون، كما أنّ هناك حاجة ملحة مع اقتراب فصل الشتاء للبطانيات والألبسة الشتوية وخاصة للأطفال".

ويتابع "الأمم المتحدة بدورها قطعت وعوداً بتقديم مساعدات غذائية للنازحين في المخيم، وتجهيز مركز صحي متكامل، إضافة إلى دعم التعليم وإنشاء مدارس خاصة للأطفال، إلا أننا لم نحصل على شيء إلى اليوم".

ويلفت إلى أن "الإدارة المحلية، وفي ظل وعود تقديم المساعدات الإنسانية، أجرت إحصاء جديدا لسكان المخيم، حيث بلغ العدد الإجمالي نحو 46 ألف  شخص، منهم 9200 رجل، و10300 امرأة، و26500 طفل، بينهم 19500 طفل دون سن الـ16، في حين توجد أعداد لا بأس بها أيضا تعيش خارج المخيم ولكن داخل منطقة الـ55".

وبحسب مسؤول الإعلام "تم إنجاز إحصاء مبدئي لحالات الإعاقة بأنواعها المختلفة، فتبين أن هناك 1460 حالة بين النساء، و1621 حالة بين الرجال، و4273 حالة بين الأطفال".  


ويبدو الرقم الذي في الإحصائية الجديدة أقل بنحو عشرين ألفا مقارنة بالإحصائيات التقريبية السابقة، إذ تناقص عدد سكان المخيم بسبب عودة بعض قاطنيه إلى مناطقهم، إضافة إلى عدم دقة تلك الإحصائيات التي كانت تقوم في الغالب على التقديرات.