قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، اليوم الأحد، إنه "لا توجد إحصائيات دقيقة حول عدد الشهداء منذ العام 1967 وحتى الآن، لكن تم توثيق استشهاد 42 ألف فلسطيني قتلتهم إسرائيل".
وخلال استعراضه في مؤتمر صحافي عقده في رام الله، عشية الذكرى 50 لنكسة فلسطين عام 1967، لحقائق ومعطيات للانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني منذ العام 1967، أوضح البرغوثي أن من بين الشهداء "10969 شهيدا منذ الانتفاضة الأولى عام 1987 وحتى الآن".
وبين أنه خلال فترة الحروب على غزة استشهد 3812 فلسطينيا منهم 900 طفل، وخلال الفترة الممتدة من عام 1992 حتى اليوم، قتل 13 صحافياً، و4 من العاملين في الإعلام بأيدي قوات الاحتلال.
وحول مقارنة نسب الشهداء الفلسطينيين مقارنة بما يقابلها من نسبة القتلى الاسرائيليين، فقد أوضح أمين عام المبادرة أنه منذ عام 2000 إلى عام 2005 أي خلال الانتفاضة الثانية، كانت نسبة الشهداء الفلسطينيين 4 مقابل قتيل إسرائيلي واحد، وفي عام 2006 ارتفعت إلى 30 شهيدا في مقابل قتيل إسرائيلي، وفي عام 2007 كانت 40 شهيدا مقابل قتيل إسرائيلي.
وأضاف "بعد لقاءات أنابلولس، ارتفع العدد إلى 51 شهيداً مقابل قتيل إسرائيلي واحد، ومنذ الأول من يناير/كانون الثاني عام 2008 وحتى الأول من فبراير/ شباط من ذات العام، كانت النسبة 65 شهيدا مقابل كل قتيل إسرائيلي، فيما لفت إلى أن المعادلة تغيرت عندما جابه الفلسطينيون حروب غزة، وعاد الرقم ليصبح 31 شهيدا فلسطينيا مقابل قتيل إسرائيلي.
وأردف البرغوثي أنه كان من بين شهداء العدوان عام 2014، الذي استهدفت فيه إسرائيل قطاع غزة، 70% من المدنيين، و5% من القتلى الإسرائيليين كانوا مدنيين والبقية جنودا قتلوا داخل قطاع غزة وهم يحاولون إعادة الاحتلال لقطاع غزة، مؤكدا أن هذه الأرقام لها مغزى كبير من حيث معنى المقاومة الفلسطينية.
واستعرض البرغوثي قضية الأسرى الفلسطينيين، فقال: "منذ العام 1967 وحتى العام 2014، فقد تم توثيق اعتقال 800 ألف فلسطيني 40% منهم من الرجال، وحوالى 8 آلاف منهم من الأطفال، و10 آلاف امرأة"، وأضاف "تقديرنا أن عدد الأسرى اقترب من المليون، وربما استحق الشعب الفلسطيني أن يلقب بشعب المليون أسير".
وخلال الفترة منذ العام 1967 حتى اليوم، كان هناك تهجير لنحو 940 ألف فلسطيني، وفق البرغوثي، الذي قال "حدث ذلك رغم صمودنا ورفضنا للتهجير"، لافتا إلى وجود 263500 فلسطيني رحلوا من بيوتهم منذ العام 1967 في داخل الضفة ومنهم 11 ألفاً في 12 مجمع سكني في المنطقة التي تسمى ج.
وحول هدم إسرائيل للمنازل أثناء حرب العام 1967 بما فيها القدس، قال "لا يوجد رقم دقيق لكن إسرائيل عدمت ما لا يقل عن ألفي منزل، وهجرت ثلاثة قرى بكاملها وهي يالو وعمواس وبيت نوبا".
وتابع: "في داخل القدس عمليات الهدم متواصلة وكذلك التهجير متواصل، فليست صدفة فصل كفر عقب وعناتا وسميراميس، وتسحب الهويات منهم، ويمنع المقدسيون من البناء على أرضهم، فإسرائيل تريد فصل السكان الذين لا يقل عددهم عن 100 ألف إنسان".
وأوضح أنه منذ عام 2000 إلى 2015 منح المقدسيون 1343 تصريح بناء، مقابل 1220 بيت تم هدمها، علاوة على أن 10813 بيتاً مهددة بالهدم لأنها حسب الرأي الإسرائيلي أنشئت بدون تراخيص، والمقدسيون لن ينتظروا أن يحصلوا عليها لأنهم لن يحصلوا عليها أبدا.
وتطرق إلى ما ذكره وزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري، في زيارته الأخيرة بأن ما منح للفلسطينيين من رخص للبناء في مناطق ج في الضفة الغربية، خلال العامين 2014 و2015 هو بيت واحد فقط.
من جهة ثانية، قال البرغوثي إنه منذ العام 2000 وحتى العام 2005 فإن حوالى 2500 امرأة لم يستطعن أن يلدن أطفالهن بشكل سليم وصحي، بسبب الاحتلال، فأجبرت 67 امرأة على الولادة على الحواجز، وأن 36 طفلا توفوا بعد ميلادهم، و5 نساء توفين نتيجة الولادة.
وأضاف "أكثر من 50 سيارة إسعاف تم تدميرها، منها 36 سيارة إسعاف دمرت في الحرب على قطاع غزة وقتل من فيها.
وخلال تلك الفترة قام الجيش الإسرائيلي باقتلاع 800 ألف شجرة زيتون مثمرة في فلسطين، وفق البرغوثي.
وأوضح أنه بعد عدوان 1967 "لم يتوقف النضال والصراع، فقد حدثت 10 حروب و3 انتفاضات للشعب الفلسطيني حيث ما زال النضال مستمرا، وصمود الشعب الفلسطيني أوجد ما يسمى المعضلة الديموغرافية لإسرائيل، فعدد أبناء الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية يفوق عدد اليهود الإسرائيليين حتى دون أن نخصم من عددهم حوالى نصف مليون مهاجر روسي، بعضهم مسلمون ومسيحيون، وأصبح الشعب الفلسطيني 6 ملايين مقابل 6 ملايين يهودي".
ولفت إلى أنه ما كان يجب أن يكون هو قرار التقسيم، لكن رؤساء وزراء إسرائيل حاولوا أن يخفضوا مساحة الدولة الفلسطينية إلى 22 %، ثم حاول إيهود باراك تخفيضها إلى 18%، وشارون إلى 11%، وهذه المحاولات لا تزال مستمرة، فيما أكد أن إسرائيل تطبق الآن خطة إيغال ألون من حزب العمل التي اقترحها بعد العام 1967 وتبنتها الحكومة الإسرائيلية، والتي تسعى من خلالها إلى تقسيم الضفة الغربية إلى 3 كيانات إضافة إلى فصل قطاع غزة، من أجل إفشال العامل الديمغرافي الفلسطيني.
وقال إن فلسطين التاريخية تبلغ مساحتها 27 ألف كيلومتر مربع، الضفة الغربية تبلغ 5850 كيلومتراً مربعاً أي 21.7% من مساحة فلسطين التاريخية، وقطاع غزة تبلغ مساحته 360 كيلومتراً مربعاً أي 1.3% مساحة فلسطين التاريخية، وهم أرادوا فصل غزة حتى يفصلوا معها مليوني فلسطيني أي ثلث المعادلة الديمغرافية.
وشدد على أن الأراضي التي تسيطر عليها المستوطنات أكبر بكثير من عدد المستوطنات، البالغ عددها 133 منذ عام 1967 لليوم، إضافة إلى 123 بؤرة استيطانية شرعنت الحكومة الإسرائيلية 25% منها، والبؤرة الاستيطانية الوحيدة التي تمت إزالتها هي عمونا، والآن يعيدون إنشاءها كمستوطنة جديدة في منطقة رام الله.
في غضون ذلك، قال البرغوثي إن الاستيطان يتصاعد بوجود اتفاقيات السلام وينخفض بالحروب، فقبل توقيع مصر لاتفاق السلام كان يوجد 23 ألف مستوطن وبعد توقيع الاتفاق قفز العدد إلى 111 ألف مستوطن، وبعد توقيع اتفاقية أوسلو وصل عدد المستوطنين إلى 750 ألف مستوطن".
وأكد أن الإثباتات بأن إسرائيل تمارس نظام فصل عنصري أبارتهايد، كثيرة، فيسمح للفلسطيني من مياه الضفة 50 مترا مكعبا سنويا، بينما 2400 متر مكعب سنويا للمستوطن، فيما يبلغ دخل الفرد في إسرائيل سنويا 38 ألف دولار، ولا يتجاوز في الأراضي الفلسطينية 1800 دولار.
كما بيّن أنّ نظام الأبارتهايد لا يقتصر على أراضي العام 1967، بل يشمل كذلك الأراضي المحتلة عام 1948، فمجرد الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية هو نقض للحقوق المدنية للفلسطينيين الذين يعيشون في الداخل، فقرى كثيرة في الداخل تعيش الاضطهاد والهدم كما في العراقيب، فيما لم يسمح للفلسطينيين بترخيص بناء مدينة أو قرية جديدة منذ العام 1967 مقابل 700 مدينة وقرية جديدة للإسرائيليين".