ويتم، منذ صباح هذا اليوم، استكمال تنفيذ الاتفاق، الذي تم التوصل إليه أمس، وأفضى إلى خروج خمس حافلاتٍ ليلة أمس، تقل عناصر من "جيش الإسلام" ومدنيين آخرين، من معبر الوافدين قرب دوما، نحو الشمال السوري، بالتوازي مع خروج حافلة تقل أول دفعة من موالين للنظام كان "جيش الإسلام" يحتجزهم منذ سنة 2013، عندما هاجم مدينة عدرا، شمال شرق دمشق.
وفي حديثٍ لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، قال رئيس الهيئة السياسية في "جيش الإسلام"، ياسر دلوان، إن الاتفاق دخل حيز التنفيذ مع بدء انطلاق حافلات تقل مدنيين ومقاتلين من مدينة دوما، مشيراً إلى أن وجهة المدنيين والمقاتلين، على حد سواء، هي مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، نافياً أن تكون وجهة عناصر فصيله هي منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب.
وتفيد المعلومات بأنه، ومنذ مساء أمس حتى بعد ظهر هذا اليوم، عبرت أكثر من 40 حافلة من دوما عن طريق مخيم الوافدين لتتوقف لاحقاً قرب حرستا، عند بداية أوتستراد دمشق حمص، بانتظار أن يكتمل عدد هذه القافلة، التي ستتحرك دفعة واحدة إلى الشمال السوري، بعد استكمال خروج بقية الحافلات التي دخلت دوما أمس، وبلغ عددها نحو مائة حافلة.
بالتوازي مع ذلك، قالت وكالة "سانا" الرسمية، اليوم الاثنين، إن دفعة ثانية من الأشخاص المُحتجزين لدى "جيش الإسلام" في دوما، ستخرج من المدينة اليوم نحو دمشق، بعد أن وصل أكثر من خمسين منهم مساء أمس للعاصمة السورية.
والمحتجزون لدى "جيش الإسلام" الذين سيفرج عنهم الأخير على دفعات، توازياً مع خروج مقاتليه من دوما، معظمهم وقعوا بقبضة هذا الفصيل خلال معارك كانت دائرة في مدينة عدرا العمالية، شمال شرق دمشق، سنة 2013، وهم مدنيون وعسكريون، يقدر عددهم بالمئات، ووصلت أول دفعة منهم تضم نحو خمسين شخصاً مساء أمس لدمشق.
بالمقابل، يُقدر عدد عناصر "جيش الإسلام" الذين سيخرجون على دفعات من دوما، بما بين 6 و8 آلاف، على أن آلاف المدنيين الآخرين سيغادرون أيضاً ضمن الحافلات التي بدأت تنقل المئات منذ مساء أمس، ويتوقع أن تستمر العملية برمتها لأيامٍ قادمة.
ويأتي كل هذا تنفيذاً للاتفاق الذي أبرم أمس، بين ممثلين عن دوما وضباط روس، وتضمن خروج كافلة مقاتلي "جيش الإسلام" بأسلحتهم الخفيفة نحو شمال سورية، على أن يفرج هذا الفصيل عن مئات المحتجزين لديه. وكذلك سيخرج من دوما في عملية نقل جماعي، كافة المدنيين الذين يرفضون شروط "التسوية" مع النظام، والتي تتضمن التحاق كافة الشبان في دوما بالخدمة العسكرية الإلزامية مع قوات النظام.
وتم التوصل للاتفاق بعد يومين داميين، صعدت فيهما قوات النظام قصفها لدوما بالطائرات الحربية والمدفعية والصواريخ. ووصل التصعيد ذروته مساء السبت، مع سقوط عشرات القتلى في دوما اختناقاً بغازات سامة تم قصفها على المدينة.
وبدأت أضخم حملة عسكرية لروسيا والنظام على الغوطة الشرقية، في الثامن عشر من فبراير/ شباط الماضي، تسببت، بحسب تقارير حقوقية، بمقتل 1600 مدني.
ودخلت، مساء الأحد، نحو 100 حافلة إلى مدينة دوما، وتُغادر هذه الحافلات تباعاً من معبر الوافدين، ويتوقع أن تتواصل عمليات النقل خلال ساعات اليوم ولأيامٍ قادمة.