3.8 ترليونات دولار هربت من الصين

26 فبراير 2016
سوق الأسهم في الصين (فرانس برس)
+ الخط -
قالت كريستين لاغارد، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، اليوم الجمعة، إن النزوح الكبير لرؤوس الأموال عن الصين يهدد الاقتصاد العالمي، في وقت تكابد فيه بكين أبطأ نمو اقتصادي في 25 عاماً.
وتوقعت لاغارد، في كلمتها خلال افتتاح اجتماع محافظي المصارف المركزية ووزراء المالية لدول مجموعة العشرين، نمو اقتصاد الصين بنسبة 6.3% في 2016. وكان مصرف غولدمان ساكس الأميركي، قد قدر حجم الأموال التي هربت من الصين خلال العام الماضي بحوالى ترليون دولار.
لكن خبراء من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، قدروا حجم الأموال التي هربت من الصين منذ العام 2012، بلغت نحو 3.8 ترليونات دولار.
وذكرت العديد من وسائل الإعلام مؤخرا أن الصين شهدت "هجرة 9.3 ملايين شخص خلال العام الماضي"، وقالت إن"الصين تشهد موجة هجرة كبيرة إلى الخارج".
وقد أثار هذا الخبر اهتماما كبيرا داخل المجتمع، وأجج مخاوف وشكوك مستخدمي الإنترنت من "تحويل كميات كبيرة من الثروة الصينية إلى الخارج".
وتظهر البيانات التي تم الكشف عنها في الصين ومن قبل صحيفة الشعب مؤخراً، أن أميركا وكندا، تأتيان في المرتبتين الأولى والثانية على قائمة الوجهات التي تختارها العائلات الصينية للاستثمار.
أما بيانات المكتب الأميركي للهجرة وخدمات المواطن، فتظهر استقبال أميركا 1943 عائلة مهاجرة خلال الفصل الأول من عام 2013، حوالي 82% من بينها عائلات صينية.
بعد الخفض المفاجئ للعملة الصينية اليوان، ينتاب شعور الندم كثيرين ممن يصنفون ضمن طبقة الأثرياء في الصين لأنهم لم يستبقوا هذه الخطوة الحكومية المباغتة بنقل أموالهم إلى الخارج.
والآن يسارع كثيرون لتحويل المال إلى خارج البلاد خشية أن يكون خفض قيمة العملة بنسبة 2% الأسبوع الماضي، بداية تراجع طويل الأمد لقيمة العملة رغم تأكيد بنك الشعب الصيني (المصرف المركزي) عدم وجود مبررات لمزيد من تخفيض العملة المحلية.
وتقول مجموعة بوسطن الاستشارية، إن هناك نحو أربعة ملايين عائلة في الصين تملك ثروة خاصة لا تقل عن مليون دولار، كما يقول مصرفيون في بنوك القطاع الخاص، إن الاضطراب الذي شهده سوق الأوراق المالية منذ الصيف الماضي وهزة سعر صرف اليوان ومخاوف تآكل الثروات، دفع أثرياء الصين بالفعل إلى الاستثمار بشكل أكبر في الخارج. وتلعب العائلات الثرية دوراً في زيادة خروج رؤوس الأموال من الصين على مدى أعوام.
ويقدر المحللون في مصرف "جيه.بي مورغان" في الولايات المتحدة حجم "الأموال الساخنة" التي خرجت من الصين في الفترة بين الربع الثالث لعام 2014 ونهاية الربع الثاني للعام الماضي بنحو 235 مليار دولار.
وفي ذات الصدد قال خبراء اقتصاد في مصرف "كريدي سويس" السويسري، في مذكرة بحثية العام الماضي: "نعتقد أن أحد المخاوف الرئيسية لبنك الشعب الصيني (المصرف المركزي)، هو أن يؤدي خفض سعر صرف اليوان إلى هروب رؤوس الأموال".


اقرأ أيضا: ملاحظات على المعجزة الصينية
المساهمون