كشفت قائمة الدبلوماسيين الأجانب المعتمدين لدى واشنطن للعام 2014، الصادرة رسمياً عن وزارة الخارجية الأميركية، أن اثنين من أبناء الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، وواحد من أحفاده، إلى جانب أحد أبناء أخيه، يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية الكاملة تحت غطاء "العمل ضمن طاقم السفارة اليمنية".
وبموجب المادتين 29 و31 من معاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية، لا يجوز إخضاع الدبلوماسي للاعتقال أو الإيقاف، بل على الدولة المعتمد لديها أن تعامله بالاحترام الواجب، وأن تتخذ كافة الوسائل المعقولة لمنع أي اعتداء على شخصه أو حريته أو كرامته. ويتمتع الدبلوماسي بالحصانة من القضاء الجنائي في الدولة المعتمد لديها، مع بعض الاستثناءات المنصوص عليها في المعاهدة.
وفي الوقت الذي تتعامل فيه وزارة الخارجية الأميركية مع القائمة بكل شفافية، فإن السلطات اليمنية تعتبر أسماء طاقم سفارتها في واشنطن المحصنين دبلوماسياً، من "أسرار الدولة العليا"، لأن أقارب الرئيس المخلوع يشكلون ما نسبته 30 في المئة من الكادر الدبلوماسي، بحسب ما تُظهره القائمة، لكنهم لا يطرقون عتبة السفارة مطلقاً، وفقاً لما أكده مصدر دبلوماسي يمني لـ"العربي الجديد".
وبحسب القائمة التي اطلع عليها "العربي الجديد"، فإن أبرز أقارب الرئيس اليمني المخلوع المدرجين في قائمة الدبلوماسيين للعام 2014 هم:
ــ خالد علي عبد الله صالح.
ــ صلاح علي عبد الله صالح (تحت مسمى ملحق أمني، وحصلت زوجته، أمينة مبخوت يحي المشرقي، على الحصانة الدبلوماسية من خلاله).
ــ كنعان يحيى محمد عبد الله صالح (حفيد الرئيس المخلوع من ابنته الكبرى بلقيس علي عبد الله صالح)، وهو بصفة ملحق، وحصلت زوجته عائشة حسين علي الهمداني على الحصانة الدبلوماسية من خلاله.
ــ معين محمد صالح الأحمر، نجل شقيق الرئيس المخلوع، الذي كان والده يعمل قائداً للقوات الجوية اليمنية في عهد صالح.
ويؤكد مصدر موثوق في القصر الجمهوري اليمني، لـ"العربي الجديد"، أن الرئيس عبد ربه منصور هادي يعلم بوجود هؤلاء في سفارة بلاده لدى واشنطن، وأنه أصدر توجيهاته بتجديد صفاتهم الدبلوماسية، الأمر الذي قال عنه مسؤول في وزارة الخارجية من مناصري "ثورة الشباب"، إنه أدى إلى حرمان العشرات وربما المئات من شباب التغيير اليمنيين من المنافسة على المواقع الدبلوماسية، ليشغلها صورياً من قامت الثورة الشعبية ضدهم. ولم يستبعد المسؤول إياه أن يتمكن أقارب الرئيس اليمني المخلوع، من خلال وجودهم في الولايات المتحدة، من إدارة جزء من أموال والدهم وإنفاقها على جماعات ضغط أميركية من شأنها أن تدفع نحو إيصال أحد أنجال صالح إلى الرئاسة، أو حماية الرئيس السابق من أي ملاحقة.
وتفيد تقارير يمنية بأن صالح يسعى لتقاسم السلطة مع حركة "أنصار الله" (الحوثيين) التي تشير معلومات إلى أنها تقاتل بسلاح مصدره الحرس الجمهوري. وفي السياق، أوردت مصادر دبلوماسية يمنية أن العديد من منتسبي وزارة الخارجية اليمنية، التحقوا أخيراً بمخيمات الحوثيين بعدما طالت مدة انتظارهم للحصول على فرص إيفاد للخارج، حصل عليها الموالون لعلي عبد الله صالح، وتشبثوا بها منذ ما قبل "ثورة الشباب" في العام 2011، في ظل صمت مطبق من القيادة الجديدة.
وكان على رأس السفارة اليمنية لدى الولايات المتحدة في عهد صالح، سفير من أقاربه، وملحق عسكري انتهت فترة خدمتهما خلال موجة العام 2011، الأمر الذي استبشر به اليمنيون خيراً. ولكن، بعد خروج صالح من الرئاسة، تضاعف عدد الدبلوماسيين من أقاربه في واشنطن من دون أن يباشروا أي عمل علني.