وعلمت "العربي الجديد" أنّ وفداً من الخارجية الأميركية سيزور أنقرة، خلال هذا الأسبوع، لعقد مشاورات مع المسؤولين الأتراك، ستتناول المخاوف التركية من حزب "الاتحاد الديمقراطي" (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني)، فضلاً عن المخاوف من "داعش" ومن موجات نزوح جماعية محتملة من سورية.
ووفقاً للمعلومات، ستناقش هذه الاجتماعات أيضاً الطلبات التركية فيما يتعلق بإنشاء منطقة آمنة ومنطقة حظر طيران داخل الأراضي السورية في ريف حلب الشمالي والشرقي، في مقابل فتح قاعدة إنجرليك التركية الاستراتيجية، لتصبح منصة لانطلاق طيران التحالف في توجيه ضرباته لـ"داعش". وبينما تبدو تركيا مصرّة على تغيير الموقف في الشمال السوري لصالح إزاحة مخاوفها، فإن عقد مثل هكذا اتفاق بين واشنطن وأنقرة قد يزيد الضغوط الأميركية على الاتحاد الديمقراطي للتقارب مع أنقرة.
اقرأ أيضاً: أفكار أميركية لسورية لا تغضب تركيا ولا ترفضها المعارضة
في غضون ذلك، أكدت مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد"، أن أنقرة لم تغلق الباب نهائياً في وجه زعيم الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم، بل ترى إمكانية تحويل الاتحاد الديمقراطي إلى عامل إيجابي في التخفيف من المخاوف التركية. ووفقاً للمصادر، فإنه "كما كان لكل من حزب الاتحاد الوطني بزعامة جلال الطالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني مكاتب في أنقرة خلال التسعينيات، فإن ذلك ما زال ممكناً مع الاتحاد الديمقراطي".
وفي السياق، أكد أحد نواب العدالة والتنمية، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أنّ الاتصالات مع الاتحاد الديمقراطي لم تتوقف، مشيراً إلى أنّ "للاتحاد الديمقراطي قاعدة مهمة في سورية، ولا يمكن إهماله". وأضاف النائب نفسه "كما تعاملنا مع البرزاني والطالباني سابقاً، نستطيع التنسيق مع صالح مسلم في حال احترم الحساسيات التركية، وبطبيعة الحال إن سمحت له قيادات قنديل بذلك أيضاً".
وعلى الرغم من أنّ مسلم اعتاد التوجه إلى أوروبا عبر مطار السليمانية الدولي في إقليم كردستان، علمت "العربي الجديد" أن الأخير دخل الأراضي التركية في 20 يونيو/حزيران، أي بعد خمسة أيام من سيطرة الاتحاد الديمقراطي على تل أبيض، وذلك بإذن رسمي من الحكومة التركية عبر بوابة نصيبين القامشلي المطلة على ولاية ماردين، ومن ثم انتقل إلى أنقرة وبقي هناك ليلة واحدة التقى خلالها عددا من المسؤولين الأتراك، قبل أن يتوجه إلى مطار إسطنبول ومنه إلى أوروبا.
وفي السياق، أكد النائب التركي، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، أن لأنقرة عدداً من الشروط قبل التفاهم مع الاتحاد الديمقراطي، أولها السماح بعودة جميع سكان منطقة تل أبيض، بمن فيهم العرب والتركمان. أما الشرط الثاني، فيتمثل في إنزال أعلام الاتحاد الديمقراطي (التي هي أعلام العمال الكردستاني) في المدينة، ورفع علم الثورة السورية. ثالثا، تشترط تركيا تكوين إدارة مدنية للمدينة تتمثل فيها جميع المكونات الإثنية، وانسحاب قوات الاتحاد الديمقراطي خارج المدينة، وبعيداً عن البوابة الحدودية، وبدون التدخل في إدارة الشؤون المدنية. أما عن المقابل، فقد يكون، ووفقاً للمصدر، فتح المعابر الحدودية السورية التركية التي يسيطر عليها الاتحاد الديمقراطي.
وأكد النائب التركي نفسه أن الحديث الآن داخل أروقة الحكومة التركية وحزب العدالة والتنمية، أن هناك سببين رئيسين قد يدفعان الجيش التركي إلى التدخل بشكل سريع داخل الأراضي السورية، أولهما توجه قوات الاتحاد الديمقراطي غرباً وعبوره الفرات نحو جرابلس. في حين يتمثل السبب الثاني في "سيطرة داعش على ريف حلب الشرقي والشمالي". أما السبب الثالث، فلخصه النائب التركي في "تمسك الاتحاد الديمقراطي بموقفه المعادي لأنقرة وتماديه على خطوطنا الحمراء".
اقرأ أيضاً: استنفار تركي للجم "الكردستاني" في الخاصرة الجنوبية