تراجعت أسعار الأرز المصري هذا الموسم بنسبة وصلت إلى 25%، أي أنه خسر رُبع قيمته تقريباً، في ظاهرة عزاها نقيب الفلاحين حسين أبو صدام إلى أسباب ثلاثة. فما هي؟
أبو صدام قال إن السبب الأول لتراجع الأسعار بمتوسط نسبته 25% مع نهاية موسم الحصاد الحالي، يكمن في زيادة المساحة المزروعة هذا العام، والتي تقدر بـ1.8 مليون فدان، وفق زيادة كبيرة أقرتها الحكومة، قياساً بمساحة 1.1 مليون فدان زُرعت العام الماضي.
وأوضح أن المساحة كبيرة جداً إذا ما قورنت بـ700 ألف فدان من الزراعات المختلفة، نتيجة توجه المزارعين إلى الأرز على حساب المساحات المزروعة قطناً، ما أدى إلى زيادة الإنتاج الذي يُتوقع أن يتخطى هذا العام 4.5 ملايين طن أرز أبيض، بينما تبلغ حاجة الاستهلاك المحلي 3.5 ملايين في المتوسط.
أما السبب الثاني وراء تراجع الأسعار فيتمثل بوفرة الأرز المستورد من الخارج إلى السوق المصري.
وأشار النقيب إلى أن انخفاض أسعار طن الشعير رفيع الحبة من 4400 جنيه إلى 3700، وعريض الحبة من 4700 جنيه إلى 3700، لن يمثل خسائر للمزارعين، لكن سيقلل هامش أرباحهم التي تصل بالنسبة للأسعار الحالية إلى 4 آلاف جنيه في الفدان.
وأكد أن وزارة التموين لديها مخزون يكفي حتى نهاية 2019، موضحاً أن الأسعار ستشجع التموين على التعاقد لشراء الأرز المحلي، إذ إن أسعاره في الوقت الحالي أقل من المستورد.
وتوقعت غرفة صناعة الحبوب في اتحاد الصناعات المصرية، ارتفاع إنتاج الأرز الموسم الجديد 2019-2020، إلى 5 ملايين طن أرز، مقابل 3 ملايين طن العام الماضي، وبحسب مسؤولين في الغرفة، فإن هناك مخزونا من العام الماضي يقدر بمليون طن ما بين محلي ومستورد.
وزير التموين المصري، علي مصيلحي، قال سابقاً، إن الاحتياطي الإستراتيجي للبلاد من الأرز يكفي حتى 15 فبراير/ شباط المقبل، مشدداً على أنه لن تكون هناك حاجة لاستيراده خلال السنة المالية الحالية 2019/ 2020.
وتسببت أزمة المياه المترتبة عن مسألة سد النهضة الإثيوبي في رفع أسعار الأرز داخل مصر، عقب إصدار الحكومة قراراً بتقليص المساحة المزروعة إلى 724 ألف فدان من الأرز موسم 2018، وهي مساحة تشير تقديرات متخصصين في القطاع إلى أنها أقل من نصف مستوى 2017 البالغ 1.8 مليون فدان، لكن الحكومة تراجعت عن قرارها السابق، وأعلنت زيادة المساحة المزروعة إلى 1.1 مليون فدان من الأرز الموسم الحالي 2019.
وكانت مصر تنتج من الأرز 4.5 ملايين طن سنويا، تستهلك منها 3.5 ملايين، والباقي يتم تصديره، لكن أزمة سد النهضة، وتقليص المساحات المزروعة، أدت إلى لجوء الحكومة عام 2018 إلى استيراد الأرز، بهدف سد العجز في المعروض وتلبية احتياجات السوق المحلي.