وقع نبأ إيقاف ليونيل ميسي مفاوضات تجديد عقده مع برشلونة للتمهيد للرحيل في 2021، كالصاعقة على جمهور النادي الكتالوني، وانقسمت الآراء بين مقتنع بصحة الخبر الصادر عن إذاعة "كادينا كوبي" الإسبانية، وبين رافض للتصديق.
لكن لا يمكن إنكار شعور ميسي بالاستياء منذ فترة طويلة، وكانت نوبات غضبه متكررة ومتقطعة، ولكن غالبا ما تنتهي بتصريح من الأسطورة الأرجنتيني بأنه يريد الاعتزال في "كامب نو"، مع جملة مطوية تشير إلى أنه "لا أحد يعرف ما يحمله المستقبل"، وهذه ثلاثة دوافع محتملة قد تؤدي إلى إنهاء ميسي حقبته الذهبية مع البرسا العام المقبل..
طفح الكيل
لم يعد ميسي يحتمل الاتهامات بأنه يدير النادي ويقوم بدور الإدارة أو المدرب، وآخر الاتهامات أنه لا يريد بقاء المدرب كيكي سيتين أو الاستماع لتوجيهات مساعده إيدر سارابيا، والضغط لعدم مشاركة غريزمان.
وتراكمت الأزمات بعد تسريبات بأن ميسي لا يريد خفض راتبه لمساعدة النادي في أزمته المالية بسبب كورونا، قبل أن يوافق اللاعب وبقية الفريق على خفض نسبة كبيرة من الرواتب.
إحراج الإدارة
لا يخفى على الجميع خلافات ميسي مع إدارة الرئيس بارتوميو، والتي دفعت ميسي إلى مهاجمة المدير الرياضي إيريك أبيدال على حساباته في مواقع التواصل، عقب اتهام ميسي وبقية اللاعبين بالتآمر من أجل رحيل المدرب السابق إرنستو فالفيردي.
وكانت الأزمة الكبرى عند معرفة أن إدارة البرسا تعاقدت مع شركة تدير حسابات على الإنترنت لمهاجمة رموز النادي القدامى والحاليين، وعلى رأسهم ميسي، وطاول الهجوم زوجته أنتونيلا، فضلا عن عدم تنفيذ رغبة ميسي في استعادة نيمار.
وربما أراد ميسي إحراج بارتوميو بالتهديد برحيله، وهو ما سيشكل ضربة قاصمة لرئيس النادي في الانتخابات المقبلة.
مشروع غامض
ربط ميسي استمراره مع البرسا بوجود مشروع طموح يهدف إلى حصد المزيد من الألقاب، لكن لا توجد ملامح واضحة لهذا المشروع في ظل التخبط الإداري، وآخر ثماره الاستعانة بالمدرب سيتين، رغم انعدام خبرته مع الأندية الكبرى، وإنفاق أموال باهظة في صفقات لم تنجح مثل كوتينيو وديمبلي وغريزمان، وأخيرا التفريط في لاعب الوسط الصاعد أرتور ميلو ومبادلته بميراليم بيانيتش رغم كبر سنه.
وأصبح دوري أبطال أوروبا يمثل بارقة الأمل الأخيرة لتجنّب موسم صفري، مع اقتراب ريال مدريد من حسم لقب الليغا، لكن انهيار الحلم الأوروبي سيعزز رغبة ميسي في تغيير الأجواء.