وقال المركز الحقوقي إنّ "الاحتلال يعتبر أطفال فلسطين وقود الانتفاضة الشعبية التي اندلعت منذ شهر في أنحاء الضفة الغربية والقدس وغزة، وحتى في الداخل الفلسطيني، لذلك يتعمد إرهابهم بالاعتقال والقتل والتعذيب، فيما ارتفع عدد الأسرى الأطفال بنسبة 35 في المائة عما كانت عليه أعدادهم قبل انتفاضة القدس، حيث كان عددهم (210)".
ولفت مركز أسرى فلسطين إلى أن عدد المعتقلين من الأطفال مرشح للزيادة خلال الأيام القادمة، نتيجة استمرار علميات الاعتقال اليومية التي تستهدف كل شرائح الشعب الفلسطيني وفى مقدمتهم الأطفال.
وتلجأ قوات الاحتلال إلى اعتقال الأطفال بشكل عنيف وقاسٍ، بهدف إرهابهم وتحقيق سياسة الردع، وتخويفهم من المشاركة في الانتفاضة الشعبية، حيث تقوم بالاعتداء عليهم بالضرب المبرح فور اعتقالهم، خاصة في المناطق العليا من الجسم، لإلحاق أكبر قدر من الإصابات بهم، ثم تنقلهم في الآليات العسكرية تحت الضرب المستمر، حتى الوصول إلى مراكز التحقيق التابعة لها، وهناك يتعرضون لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب، قبل نقلهم إلى السجون الرئيسية.
ولفت مركز أسرى فلسطين إلى أن السجون التي تحتجز فيها إسرائيل أولئك الأطفال شهدت اكتظاظاً نتيجة لتصاعد أعداد الأطفال الأسرى، ما فاقم من معاناتهم، واضطر عدد كبير منهم إلى النوم على الأرض، وكذلك كان هنالك نقص شديد في الأغطية والملابس، وخاصة للمعتقلين الجدد، الذين وفر لهم القدامى جزءاً من ملابسهم الخاصة مما خلق نقصاً لدى الجميع.
في غضون ذلك، حذر المركز من سعي سلطات الاحتلال إلى إدخال تعديل على قانونه بشأن محاكمة الأطفال، والذي سيجيز السجن الفعلي للأطفال ممن هم أقل من 14 عاماً، حيث أن القانون الحالي لا يسمح بالسجن الفعلي لمن هم أقل من هذا السن، ويتم التعامل معهم بشكل خاص.
ولفت المركز الحقوقي إلى أنه في حال إقرار القانون الجديد، فإن سجون الاحتلال ستمتلئ بالأطفال ممن هم دون 14 عاماً، ما يعتبر بمثابة جريمة حرب جديدة يرتكبها الاحتلال.
ويعاني الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال من سوء الحياة المعيشية، وقلة النظافة وسوء الطعام المقدم لهم، وكذلك من عمليات التفتيش التي تجريها إدارة سجون الاحتلال لغرفهم بشكل مستمر، وخاصة بعد منتصف الليل.
كما يعيش الأطفال الأسرى في ظل انتشار الحشرات والقوارض دون مكافحة لها، ويعانون من قلة الملابس، وانعدام وسائل النظافة، علاوة على الإهانة والشتم الذي يتعرضون له، وكذلك فرض غرامات مالية باهظة عليهم، واستمرار سياسة الإهمال الطبي بحق المرضى منهم.
اقرأ أيضاً : آلاف الفلسطينيين يشيعون جثمان الأسير الشهيد الدربي