تحت عنوان "28 سنة على إنتهاء الحرب: كيف نواجه إرث العنف السياسي في لبنان؟" تلقي الأكايمية كارمن حسون أبو جودة، الأستاذة في جامعة الروح القدس، محاضرة في "رواق بيروت" عند السادسة من مساء يوم غدٍ الأحد.
تتناول أبو جودة عدة محاور، تبدأ بما حصل خلال حروب لبنان، لتنتقل إلى سؤال هل من الممكن تجنب الحرب؟ ثم تبحث في مرحلة ما بعد الحرب، والمتمثلة في الإفلات من العقاب في جرائم الحرب، وقانون العفو وفقدان الذاكرة، وغياب المصالحة الوطنية، وعدم تدريس تاريخ الحرب في المدارس، والمصير المجهول للمفقودين.
كما تتطرّق أبو جودة إلى طرق التعامل مع الماضي، فتشرح مفهوم العدالة الانتقالية، وما الذي تمّ فعله في لبنان في هذا السياق وما يمكن فعله، وتنتهي أبو جودة إلى مناقشة الكيفية التي يمكن بها العمل لتفادي الحرب في المستقبل، بمعنى الانتقال من سلام سلبي، كما هو الوضع الحالي، إلى سلام إيجابي.
الموضوع المتشعب والمثير للجدل والذي تطرحه أبو جودة يتضمن ملفات أبعد من المحاور العامة تعرج عليها المحاضرة التي رأست من قبل "المركز الدولي للعدالة الانتقالية"، فهذا يعني فتح ملف الطائفية السياسية والاجتماعية، والفصل في انتهاكات حقوق الإنسان التي جرت، والنظر في مسألة المفقودين قسرياً الذين لا يعرف مصيرهم إلى اليوم.
ويجري أيضاً تسليط الضوء على أنماط العنف والفصل في مسألة الذاكرة الجمعية المتعلقة بأعمال الحرب وفظائعها، وفقاً لتقرير وضعه مركز العدالة سابقاً، وشاركت فيه أبو جودة، فإن "الذاكرة الجماعية للأحداث المؤلمة، التي تناقلتها الأجيال في كل مجتمع من المجتمعات اللبنانية، ولكن التي نادراً ما كانت تعالَج، شكَّلت عنصراً أساسياً في اشتعال العنف المتكرر".
سبق وأن عبّرت أبو جودة عن ضرورة فتح النقاش الوطني حول حقّ الضحايا بمعرفة الحقيقة وبتحقيق العدالة والتعويض. ومناقشة أثر الإفلات من العقاب على الاستقرار في لبنان.