28 خرقاً للنظام السوري خلال أول يومين للهدنة

15 سبتمبر 2016
خروقات النظام توزّعت على ستّ محافظات (عمر حج قدور/Getty)
+ الخط -

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية معنية برصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في سورية، في تقرير لها، اليوم الخميس، إن قوات النظام السوري ارتكبت 28 خرقاً للهدنة خلال أول ثمانٍ وأربعين ساعة لتطبيقها، منذ الساعة السابعة مساء الإثنين الماضي وحتى الساعة السابعة مساء الأربعاء.

وأكدت الشبكة السورية، في تقريرها الذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، على أن خروقات النظام السوري لاتفاق "وقف العمليات العدائية"، المتفق عليه بين الولايات المتحدة وروسيا، توزعت على ست محافظات سوريّة، بواقع ثمانية خروقات في محافظة درعا، وسبعة في محافظة ريف دمشق، وستة في القنيطرة، وثلاثة في حمص، وخرقين اثنين في كل من إدلب واللاذقية، واستعرض التقرير هذه الخروقات.

ولفتت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى أنها قامت سابقاً "بتوثيق الخروقات التي ارتكبتها أطراف النزاع عند إقرار خطة النقاط الست للسيد كوفي عنان، في أشهر نيسان وأيار وحزيران من عام 2012، وذلك عبر تقارير يومية، تم إرسال نسخ يومية منها إلى مكتب السيد كوفي عنان في جنيف، إلى أن ثبت فشلها، وذلك نظراً لاستمرار النظام السوري بشكل رئيس بارتكاب ما هو أبعد من الخروقات، عبر انتهاكات ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وقد وثقنا العديد من تلك الجرائم".


وأشارت الشبكة السورية، في تقريرها، إلى أن فرقها قامت بنفس الأمر بعد صدور بيان وقف الأعمال العدائية الذي تم توقيعه في 27 شباط/ فبراير 2016، حيث "وثقت الخروقات المرتكبة من قبل الأطراف الموقعة على البيان، عبر تقارير يومية تلتها تقارير دورية موسعة، وقد ارتكب النظام السوري وحليفه الروسي أكبر عدد وأعظم حجم من تلك الخروقات".


ونوّه تقرير الشبكة السورية إلى أن بيان وقف الأعمال العدائية يحمل في داخله أسباب انهياره، والتي تتركز في أمرين رئيسيين: الأول هو أن "الحكومة الروسية هي طرف راعٍ لبيان وقف الأعمال العدائية مع الحكومة الأميركية، لكن القوات الروسية في سورية تقف وتقاتل إلى جانب قوات بشار الأسد، وهي متورطة بعشرات الجرائم التي ترقى إلى جرائم حرب، فيجب أن تسحب روسيا قواتها أولاً، أو ألّا تقف بشكل مباشر مع أحد أطراف النزاع إن أرادت لعب دور الوسيط".

أما الأمر الثاني، بحسب الشبكة السورية، فهو "إذا خرقت القوات الروسية الهدنة، وتم توثيق تلك الخروقات، ما هي الآلية لمحاسبة القوات الروسية، وهي طرف في الاتفاق وفي المحاسبة أيضاً؟ بل ما هي آلية محاسبة النظام السوري شريك النظام الروسي في حال خرق الهدنة".

وقال رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، في تعليقه على التقرير: "لا يمكن لنا أن نُنكر أن بيان وقف الأعمال العدائية في فبراير/ شباط 2016 قد حقن الكثير من الدماء والدمار في الشهر الذي يليه، وقد لاحظنا خلال اليومين الماضيين انخفاضاً كبيراً في حصيلة الضحايا والدمار، السبب الرئيس هو توقف القصف الجوي من قبل طيران النظام السوري والروسي، كونه المتسبب الرئيس في عمليات القتل والتدمير، ولهذا فقد قلنا مراراً إن حظر عمليات الطيران الحربي في سورية وحده كفيل بإنقاذ 70% من حصيلة الضحايا". 

وتابع عبد الغني: "ومن خلال خبرتنا في طبيعة النظام الحاكم الاستبدادي، فهو يتمنى أن تُخرق الهدنة، ويتمنى أن تستمر القوات الروسية بإنهاء معارضيه، فهو ماضٍ في هدفه النهائي؛ سحقِ وذبح جميع المناطق والأهالي الذين طالبوا بتغييره، وإن استمر في ذلك لعشرات السنوات، ويعتبر أن أية محاولة لإيقافه، ولو لعدة أيام، عَقَبَةٌ تُساهم في تأجيل وصوله إلى ذلك الهدف النهائي".


وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت، مساء أمس، عن اتفاق وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظره الروسي، سيرغي لافروف، على تمديد العمل بنظام الهدنة في سورية لمدة ثمانٍ وأربعين ساعة إضافية بعد انقضاء أول ثمانٍ وأربعين ساعة على بدئها.