2500 طفل في مخيّمات الكرامة شمال سورية بلا تعليم

واتخذ مدراء مدارس تجمع "مخيمات الكرامة" قرار تعليق الدوام في المدارس الخمس التي يضمها تجمع المخيم، وهي مدارس الكرامة، والإخاء، والفاروق، والصفا والمروة، والشهيد صالح، بعد فقدانهم الأمل في تلبية متطلبات المدارس والكادر التعليمي والموظفين فيها.


وفي حديث مع "العربي الجديد"، عبّر المسؤول عن مدرسة الكرامة حسن الخضيري، عن حزنه لعدم تمكنهم من إكمال العام الدراسي، مرجعاً ذلك إلى "عدم توفر كتب المنهاج التعليمي، والقرطاسية للطلاب، وانقطاع الرواتب عن كوادر المدارس وموظفيها منذ عام ونصف العام، فضلا عن عدم ترميم المدارس وعدم جاهزيتها لفصل الشتاء الذي بدأ بطرق أبواب المنطقة".


وأوضح الخضيري أن موظفي المدارس من معلمين ومستخدمين وحرس لم تعد لديهم القدرة على تحمل العمل الطوعي دون وجود رواتب، فلديهم عائلات ولديهم هموم تتعلق بتأمين متطلبات المعيشة، الأمر الذي يدفعهم إلى التفكير في البحث عن مورد مادي، وهذا يمنعهم من متابعة عملهم في المدارس.


وقال: "إن العاملين في المدارس لم يتلقوا أي مقابل مادي منذ تاريخ 1/9/2016 وهذه المدارس لم تتلق أي دعم مادي أو معنوي منذ ذلك الوقت، وحتى الآن وصل الدوام إلى النصف الثاني من العام الجاري دون أي دعم"، مشيراً إلى "اكتفاء المعنيين بالقدوم والتصوير وكتابة البيانات".


وأضاف الخضيري: "تحملنا عبء التدريس كوننا نعتبر هؤلاء الأطفال أطفالنا، ويجب علينا تقديم الدعم لهم، لكن مديرية التربية ووزارة التربية لا تقدّمان سوى الوعود. نحن نعيش اليوم كارثة حقيقية وهناك 2500 طفل أصبحوا بلا تعليم".


وبحسب أحد القائمين على المدارس لم يحصل الأطفال في تلك المدارس طيلة العام الدراسي الماضي أو العام الجاري على أي ورقة بيضاء ليكتبوا عليها أو حتّى قلم أو كتاب أو حقيبة مدرسية، في حين يجلس كل خمسة طلاب على مقعد واحد مخصص لطالبين فقط. مع العلم أن المدارس هي عبارة عن خيام وأرضها ترابية. وشدد القائمون على ضرورة "صيانة المدارس وتزويدها بالمعدات اللازمة لمواجهة برد الشتاء المقبل".


ويقع تجمع مخيمات الكرامة بالقرب من بلدة قاح في ريف إدلب الشمالي على مقربة من الحدود السورية التركية. ويضم التجمع قرابة ستين مخيما وتشرف عليه العديد من المنظمات المحلية والأجنبية، ويسكن المخيمات آلاف النازحين من مختلف المناطق السورية الذين هجرهم النظام السوري.