ويزور الرئيس الإيراني العراق، منذ أمس الاثنين، على رأس وفد كبير؛ في زيارة هي الأوسع من نوعها اقتصاديا، في وقت تحاول فيه إيران البحث عن شركاء للتخفيف من تأثير العقوبات الأميركية عليها.
وقال رئيس الحكومة العراقية عادل عبدالمهدي، إننا "عقدنا سلسلة اجتماعات مثمرة. قررنا إنشاء مدن صناعية على حدود البلدين، واتفقنا في مجال سمات الدخول، كما اتفقنا بمجالات النفط والمواصلات ومد السكك الحديدية والتصنيع والصحة وتبادل التجارب بين البلدين"، مؤكدا "رغم الصعوبات التي تواجهها إيران نحن متعاونان ومتفاهمان".
وتابع "إننا عازمان على صنع أجواء إيجابية بالمنطقة والعالم، بما يحسن البيئة العامة بالمنطقة وننتهي من الحروب والحصار".
من جهته، قال روحاني، خلال المؤتمر، إن "المباحثات المشتركة ستحقق فرصا جيدة تخدم مصالح الشعبين. بحثنا العلاقات واتفقنا على تطويرها وتسهيلها على المستوى الشعبي، ورفعنا رسوم إصدار تأشيرات الدخول بين البلدين، كما اتفقنا أن تستمر المباحثات حول التعريفات، ونتوقع أن يقدم بعضهم تسهيلا للتجارة".
وأضاف "كما بحثنا موضوع المواصفات لتبادل السلع الصناعية والزراعية، وربط السكك الحديدية، فشبكة السكك الإيرانية مرتبطة مع العديد من دول المنطقة، ونتطلع للربط مع العراق 35 كيلومترا، توصلنا لتوافقات حول الموضوع، فيما يتعلق بالبيئة يجب تفعيل الاتفاقات الموجودة، والتعاون مع باقي دول المنطقة".
وأشار إلى أن "إيران تزود العراق بالغاز والكهرباء، ونحن مستعدون لزيادة حجم الطاقة وبإمكاننا توفير التسهيلات بالمجال النفطي، وأيضا بمجال القضايا المصرفية أكدنا التعاون بين البنوك التجارية، وتوصلنا لاتفاقات بشأن المجال البحري"، مضيفا أنه "في المجال العلمي سنهدي مجموعة مختبرات للجامعات العراقية، وبإمكاننا بناء مزيد من العلاقات بمجال التكنولوجيا وتزويد العراق بالمجالات العلمية والبحثية".
وأعلنت إيران أنّ المحادثات التي أجراها وزير الصناعة والمناجم والتجارة الإيراني، رضا رحماني، توصلت إلى 22 اتفاقية هامة لزيادة التعاون وتنمية التجارة بين البلدين، وفي خبر ذكرته وكالة فارس الإيرانية، فإنّ الاتفاقات "شملت المجالات التجارية والصناعية".
وقال رحماني، "نطمح لزيادة حجم التبادل التجاري مع العراق إلى 20 مليار دولار سنويا"، مبينا استعداد طهران لـ"وضع تجارتها تحت تصرف العراق في قطاع إعمار وتحديث الصناعات".
في ذات الوقت، أكد مسؤول إيراني يرافق روحاني، بتصريح نقلته عنه وكالة "رويترز"، أنّ "العراق قناة أخرى لإيران لتفادي العقوبات الأميركية، وهذه الزيارة ستوفر فرصا للاقتصاد الإيراني".
تعد زيارة روحاني للعراق الأولى له منذ توليه الرئاسة عام 2013، فيما تنظر طهران بأهمية بالغة الى بغداد للالتفاف على العقوبات التي جددتها الولايات المتحدة، في أعقاب انسحاب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي، في مايو/أيار الماضي.