وقد أعلن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد، العميد سعد معن، في بيان، أن "التفجير ناجم عن عجلة مفخخة بالقرب من مطعم شعبي في منطقة الكرادة، وقد أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المواطنين"، مشيراً إلى "احتراق عدد من المحال التجارية جراء الحادث"، بينما أكدت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد مقتل وجرح أكثر من 200 شخص بتفجيرات منطقتي الكرادة والشعب.
وزار رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، موقع التفجير في منطقة الكرادة، للاطلاع على مكان التفجير، محاطا بمئات الحراس الشخصيين، بينما كانت فرق الدفاع المدني والأجهزة الأمنية والطبية منهمكة في البحث عن جثث الضحايا بين حطام المحلات التجارية والمركبات حتى ساعات الصباح الأولى.
وأشار شهود عيان من منطقة الكرادة إلى أن مئات الشبان الغاضبين، من ذوي ضحايا تفجير الكرادة، رموا موكب العبادي بالحجارة، ما دفعه للانسحاب على عجل من مكان التفجير، إذ حمّل المحتجون حكومته والأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عن حدوث التفجيرات المتكررة في مناطقهم، ومتهمين الأجهزة الأمنية بالفشل في حماية أرواح المدنيين.
وقد أصدر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة بيانا مقتضبا، عزّى فيه ذوي ضحايا تفجيرات بغداد أمس، ومتوعدا بسحق من أسماهم "الزمر الإرهابية التي قامت بالتفجير بعد أن تم سحقهم في أرض المعركة"، على حد تعبير البيان.
وقد ضربت التفجيرات الدامية العاصمة العراقية في الوقت الذي كانت فيه الحكومة العراقية تعيش نشوة ما وصفته بـ"انتصارات القوات الأمنية وكسر الإرهاب في معركة الفلوجة"، وتحشيدها نحو معركة الموصل المرتقبة.
إلى ذلك، تشهد بغداد، منذ أيام، إجراءات أمنية مشددة، تنفيذا لخطة أمنية كانت قد أعلنت عنها السلطات الأمنية، وذلك لـ"حماية الأسواق الشعبية والمراكز التجارية والأماكن العامة، تحسبا لوقوع هجمات إرهابية" كان قد حذر منها حيدر العبادي، إلا أن التدابير الأمنية المشددة لم تمنع حدوث تفجيرات كبيرة، كالذي شهدته منطقتا الكرادة والشعب ببغداد مساء أمس.