في يناير/ كانون الثاني الماضي، أشار المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أنّه لا بدّ من أن يكون عام 2018 عاماً لتمكين المرأة. وفي جردة سريعة لوضع المرأة في خلال العام الجاري، عبر ما نقلته وسائل الإعلام من قضايا، نجد أنفسنا أمام نقطتَين قد تبدوان متناقضتَين، إلا أنّ العلاقة بينهما هي بلا شك سببية. صوت النساء بات عالياً ووسائل التعبير والمقاومة ما عادت قليلة. في المقابل، ثمّة ارتفاع في حدّة العنف والقمع الممنهجَين ضدّ المرأة وجسدها، ووصل ذلك إلى حدّ القتل.
رفعت المرأة الصوت، فاحتلّت ساحات عدّة في خلال هذا العام الذي يوشك على الانتهاء، مطالبة بحقوقها. نساء إيران ثرنَ وانتفضنَ، وقد طالبنَ في مطلع عام 2018 بتحرير أجسادهنّ ورفضنَ القمع الذكوري القاضي بفرض الحجاب ونادينَ بالتحرر من سلطة رجال الدين. بذلك، أكملنَ سياق الحراك الذي بدأ قبل أعوام، في مراكمة للنضال النسوي. وفي مايو/ أيار 2018، انتفضت نساء أيرلندا ونجحنَ في إلغاء التعديل الثامن من الدستور، الأمر الذي يفسح المجال أمام جعل الإجهاض حقاً قانونياً للمرأة. وفي الولايات المتحدة الأميركية، أثمر الحراك النسائي والنسوي في التظاهرة التاريخية النسوية نتيجة غير مسبوقة مع وصول عدد كبير من النساء إلى مجلس النواب.
في مقابل ذلك، نجد ثمّة تضييقاً كاملاً وممنهَجاً على المرأة وصوتها. واتخّذ هذا التضييق شكل احتجاز وقتل ناشطات في العراق وليبيا والسعودية. إذاً، استُهدفت النساء لا سيّما ناشطات ومدافعات عن حقوق المرأة الإنسانية بالقتل. حصل ذلك في ليبيا وفي العراق في رسالة ترهيبية من قبل النظام الذكوري الأبوي الديني المتطرف، موجّهة إلى النساء جميعهنّ، ومفادها أنّ هذا هو مصير من تنشط من أجل تحرير المرأة والمطالبة بحقوقها. أمّا في السعودية، فاعتقلت ناشطات ومدافعات عن حقوق النساء، وتشير التقارير الدولية إلى أنّ هؤلاء تعرّضنَ للتعذيب والعنف الجنسي في معتقلات السعودية. كذلك، اعتُقلت مائدة الحجيري في إيران لأنّها رقصت، وذنبها بحسب النظام أنّها "خالفت المعايير الأخلاقية للبلاد".
اقــرأ أيضاً
إذا كان الاعتقال أو الاغتيال أو التعذيب أدوات الأنظمة الممنهَجة والمباشرة لقمع المرأة، فإنّ ثمّة أدوات قمع أخرى غير مباشرة للسيطرة على النساء تتمثّل بالتحرّش والاعتداء الجنسيَّين. فالمرأة عرضة للتحرّش الجنسي في مختلف سياقات حياتها ومختلف المراحل العمرية، سواء في المنزل أو الشارع أو السوق، أو في خلال النزاعات والحروب، أو في التظاهرات، أو الحجّ. قد يكون التحرّش الجنسي بالمرأة هو أكثر الأشكال الفاقعة لقمعها والسيطرة على جسدها. وفستان رانيا يوسف يذكّرنا بأنّ المرأة ليست صاحبة القرار في ما يخصّ جسدها.
هكذا، يمكن اختصار عام 2018 بأنّه العام الذي نشطت فيه المرأة للسيطرة على الساحات العامة، بينما نشط النظام الذكوري في المقابل للسيطرة على جسد تلك المرأة.
(ناشطة نسوية)
رفعت المرأة الصوت، فاحتلّت ساحات عدّة في خلال هذا العام الذي يوشك على الانتهاء، مطالبة بحقوقها. نساء إيران ثرنَ وانتفضنَ، وقد طالبنَ في مطلع عام 2018 بتحرير أجسادهنّ ورفضنَ القمع الذكوري القاضي بفرض الحجاب ونادينَ بالتحرر من سلطة رجال الدين. بذلك، أكملنَ سياق الحراك الذي بدأ قبل أعوام، في مراكمة للنضال النسوي. وفي مايو/ أيار 2018، انتفضت نساء أيرلندا ونجحنَ في إلغاء التعديل الثامن من الدستور، الأمر الذي يفسح المجال أمام جعل الإجهاض حقاً قانونياً للمرأة. وفي الولايات المتحدة الأميركية، أثمر الحراك النسائي والنسوي في التظاهرة التاريخية النسوية نتيجة غير مسبوقة مع وصول عدد كبير من النساء إلى مجلس النواب.
في مقابل ذلك، نجد ثمّة تضييقاً كاملاً وممنهَجاً على المرأة وصوتها. واتخّذ هذا التضييق شكل احتجاز وقتل ناشطات في العراق وليبيا والسعودية. إذاً، استُهدفت النساء لا سيّما ناشطات ومدافعات عن حقوق المرأة الإنسانية بالقتل. حصل ذلك في ليبيا وفي العراق في رسالة ترهيبية من قبل النظام الذكوري الأبوي الديني المتطرف، موجّهة إلى النساء جميعهنّ، ومفادها أنّ هذا هو مصير من تنشط من أجل تحرير المرأة والمطالبة بحقوقها. أمّا في السعودية، فاعتقلت ناشطات ومدافعات عن حقوق النساء، وتشير التقارير الدولية إلى أنّ هؤلاء تعرّضنَ للتعذيب والعنف الجنسي في معتقلات السعودية. كذلك، اعتُقلت مائدة الحجيري في إيران لأنّها رقصت، وذنبها بحسب النظام أنّها "خالفت المعايير الأخلاقية للبلاد".
إذا كان الاعتقال أو الاغتيال أو التعذيب أدوات الأنظمة الممنهَجة والمباشرة لقمع المرأة، فإنّ ثمّة أدوات قمع أخرى غير مباشرة للسيطرة على النساء تتمثّل بالتحرّش والاعتداء الجنسيَّين. فالمرأة عرضة للتحرّش الجنسي في مختلف سياقات حياتها ومختلف المراحل العمرية، سواء في المنزل أو الشارع أو السوق، أو في خلال النزاعات والحروب، أو في التظاهرات، أو الحجّ. قد يكون التحرّش الجنسي بالمرأة هو أكثر الأشكال الفاقعة لقمعها والسيطرة على جسدها. وفستان رانيا يوسف يذكّرنا بأنّ المرأة ليست صاحبة القرار في ما يخصّ جسدها.
هكذا، يمكن اختصار عام 2018 بأنّه العام الذي نشطت فيه المرأة للسيطرة على الساحات العامة، بينما نشط النظام الذكوري في المقابل للسيطرة على جسد تلك المرأة.
(ناشطة نسوية)