الصحافيون العراقيون لا يفلتون من المخاطر الأمنية خلال تغطيتهم الأحداث الجارية في البلاد، ولا من الملاحقات القانونية لسياسيين ومليشيات نافذة إثر نشرهم لملفات فساد في مؤسسات الدولة.
كشفت الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحافيين عن مضايقات كبيرة وتهديدات تعرّض لها الصحافيون وتعرضهم للعقوبات القانونية على خلفية نشر ملفات فساد
وأصدرت محكمة قضايا النشر في بغداد قراراً بإلقاء القبض على مدير قناة آسيا الفضائية ومقدم البرامج ناهي مهدي إثر كشفهما ملفات فساد في مؤسسات الدولة خلال برامج تلفزيونية. وارتفعت نسبة الدعاوى القضائية المقامة ضد الصحافيين والإعلاميين في العراق وفرض تعويضات خيالية على الصحافيين وعدد من وسائل الإعلام إثر نشر مقالات أو تقارير صحافية تنتقد الحكومة ومؤسساتها.
ولا يقتصر الأمر على ملاحقة الصحافيين قانونياً من جهات سياسية نافذة في البلاد، واعتقالهم أو تغريمهم مبالغ كبيرة جداً، بل الخطر الأكبر في تغطية الأحداث الجارية على الأرض من حروب وصراعات مسلحة. إذ بيّنت تقارير سابقة لجمعية الدفاع عن حقوق الصحافيين العراقيين تعرُّض 235 صحافياً خلال 2015 لمختلف أنواع الاعتداءات من قبل أجهزة الأمن في البلاد، بين الضرب والحجز ومصادرة الأدوات والكاميرات الخاصة بهم والاعتقال ومنع التغطية والتهديد والاغتيالات المنظمة والخطف.
اقرأ أيضاً: 69 صحافيًا قتلوا عام 2015:سورية وفرنسا والعراق الأكثر خطرًا
وغادر عشرات الصحافيين المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحشد الشعبي وتنظيم "داعش"، خشية القتل أو الخطف أو الاعتقال. وتشمل الاعتداءات الصحافيين العراقيين والأجانب على حد سواء. وكان مدير مكتب وكالة "رويترز" في بغداد قد غادر البلاد في
وأوضح مرصد الحريات الصحافية، في تقرير صدر عنه، أن مدينة البصرة (545 كلم جنوب العاصمة بغداد)، تعتبر أكثر المحافظات العراقية قمعاً للصحافيين، حيث لقي عدد منهم مصرعه بعمليات اغتيال منظمة، فيما غادر البلاد نحو 14 صحافياً خلال 2015 خشية القتل يعدّون من أبرز صحافيي العراق.
وبحسب تقرير لمرصد الحريات الصحافية في العراق، بلغ عدد ضحايا الصحافيين في البلاد 277 صحافياً ومساعداً إعلامياً منذ 2003، بينهم 22 صحافياً أجنبياً، قتل منهم 199 على أيدي مليشيات ومجموعات مسلحة، فيما لقي 56 آخرون حتفهم خلال تواجدهم في أماكن تفجيرات نفذها مجهولون، وقتل 22 صحافياً بنيران القوات الأميركية، وقتل اثنان بنيران القوات العراقية، وتعرض 74 صحافياً ومساعداً إعلامياً للخطف، قتل معظمهم، وما زال مصير 14 منهم مجهولاً حتى اليوم.
من جهتها، أشارت منظمة "مراسلون بلا حدود" إلى أنّ "العراق وسورية هما الدولتان اللتان سقط فيهما أكبر عدد من الصحافيين في 2015"، بينما قالت "لجنة حماية الصحافيين" إن خمسة صحافيين على الأقل قُتلوا في العراق هذا العام.
اقرأ أيضاً: سورية 2015: استمرار الانتهاكات يؤدي إلى انحسار التأثير