2013 كان عام كابوس الصحافة السودانية

03 مايو 2014
صحافيون سودانيون يحتجون على توقيف صحيفة عام 2012 (Getty)
+ الخط -
 

 تواجه الصحافة السودانية أزمة التوقف وتشريد مزيد من الصحفيين بسبب الازمة الاقتصادية والسياسية التي تعيشها البلاد، والتي تفاقمت مع انفصال الجنوب وتكوينه لدولة مستقلة في العام 2011.

ففي العام الماضي قادت الازمة الاقتصادية الى إغلاق 12 صحيفة يومية وخروج ما يتجاوز الخمسمئة صحفي عن دائرة العمل الصحفي.

ويصنف بعض الصحفيين السودانيين العام الماضي باعتباره أسوأ عام على الصحافة السودانية، إذ تراجع متوسط التوزيع اليومي الى 32%.

وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة، نظمت مجموعات الصحفيين المنقسمة بين "شبكة الصحفيين" و"اتحاد الصحفيين" احتفالات شرح فيها كل طرف وجهة نظره حول واقع الصحافة بالبلاد. ورأت الشبكة ان الصحافة في تدهور مستمر مع غياب الحريات، بينما رأى الاتحاد أن هناك تقدماً في هامش الحريات بعد قرارات الرئيس السوداني، عمر البشير، الاخيرة بإطلاق الحريات الصحفية لتهيئة مناخ الحوار الشامل.

من جهته، قال عضو مجلس الصحافة السوداني ورئيس تحرير صحيفة "الصحافة" السابق النور احمد النور، الذي تم ايقافه في ابريل/ نيسان من العام الماضي بواسطة جهاز الامن، ان العام 2013 كان بمثابة كابوس على الصحافة السودانية، إذ توقفت فيه 12 صحيفة عن الصدور، وتوقفت 17 صحيفة لفترات مختلفة بسبب جملة قضايا سياسية وقانونية واقتصادية. وكشف عن تراجع توزيع الصحف في العام 2013 بنسبة 32%. وقال انه "في 2010 كان مجموع الصحف بالبلاد 37 صحيفة، بمتوسط توزيع 507 آلاف في اليوم، بينما كانت نسبة التوزيع حتى ديسمبر/ كانون الاول من العام الماضي 345 الف نسخة لاربعين صحيفة"، علما بان متوسط توزيع الصحف السياسية بلغ 138 ألف نسخة لاثنين وعشرين صحيفة سياسية. واعتبر ذلك اثباتا عمليا على تراجع وتقهقر الصحف.

النور قال ان العام الماضي شهد هجمة شرسة على الصحافة، واشار الى ارتفاع الخطوط الحمراء التي حددتها الدولة لرؤساء التحرير الى 16 خطا احمر، بينما كانت في 2010 ابان الانتخابات العامة ثلاثة خطوط فقط. وشدد على اهمية تدفق المعلومات للصحفي، والتي عادة ما يتم حجبها عن الصحفي برغم ان القانون ينص على تمليكه المعلومات، ويعطى الصحفي الحق في مقاضاة الجهة التي تمنع تدفق المعلومات او تحجبها.

ووصف قرارات البشير الاخيرة بشأن اطلاق الحريات الصحفية، بالهشة، باعتبار أنها لم تسند بمراسيم جمهورية او تشريعات. وقال النور، الذي كان يخاطب احتفالية لشبكة الصحفيين السودانيين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، ان ما تم مجرد منحة، ويمكن ان تسحب في اي وقت. واضاف "الآن هناك اطراف في الحكومة تستخدم ورقة تصفية الحسابات عبر نشر قضايا الفساد، فهل ستحتمل الحكومة ذلك ام ستعود للمربع الاول". وأكد ان الصحافة السودانية تواجه بالرقابة الذاتية الداخلية التي يمارسها بعض رؤساء التحرير، والتي تعد من أسوأ انواع الرقابة، اذ تتقاطع المصالح بجانب امتلاك الحكومة لاكثر الصحف".

المساهمون