حادثة لا تزال مجهولة الأسباب، وقعت صباح اليوم الثلاثاء، في مترو أنفاق موسكو أوقعت عشرات الضحايا، بين قتيل وجريح. فآخر المعطيات الرسمية، تشير إلى مقتل 20 شخصاً وجرح أكثر من 150، كثيرون منهم في حالة بالغة الخطورة.
وقعت الحادثة في النفق الواصل بين محطة "سللافيانسكي بولفار" و"بارك بوبيدي"، حيث خرجت ثلاث عربات من القطار عن القضبان.
وتقول إحدى الروايات إن الحادثة وقعت نتيجة انخفاض الضغط الكهربائي على السكة الحديد مما جعل القطار يتوقف تلقائيا. فيما تشير رواية أخرى إلى أن الحادثة وقعت نتيجة فرملة مفاجئة، ويحتمل أن يكون القطار قد اصطدم بعائق ما.
إحدى عربات القطار تشوهت كلياً، كما تبين صورة التقطها أحد الناجين، مما زاد صعوبة عمل فرق الإنقاذ والإسعاف، فحتى ساعة قريبة كانت بعض الجثث لا تزال بين حطام العربة.
الاحتمال الثالث، تحدثت عنه وكالة "إنترفاكس" الروسية، نقلاً عن مصدر خمّن أن يكون سهم التحويل قد عمل بصورة خاطئة، وأدى إلى دخول القطار في نفق مسدود، فقال:" يجدر الانتباه إلى حقيقة أن العربة الأولى اتجهت إلى نفق مسدود. يمكن أن يكون الأمر حدث نتيجة عمل غير مصرح به أو عطل ما".
ووقعت الحادثة، بعد 15 إلى 20 ثانية من انطلاق القطار من المحطة، وفق ما نقلته قناة تلفزيونية عن أحد الركاب الناجين من الحادثة: "كنت في العربة الثانية. جلست في القطار، وبعد 15 إلى 20 ثانية، توقف القطار بصورة مفاجئة وانطفأت الأضواء. خرج القطار عن سكته، وقذفتني صدمة شديدة". وأوضح الناجي أن الركاب قاموا بأنفسهم بتحطيم الأبواب، وخرجوا من العربة بعد أن تجاوزوا حالة الهلع التي أصابتهم في الدقيقة الأولى.
وأضاف أنهم، بعد خروجهم من العربة، رأوا في النفق عمالاً كانوا يبنون نفقاً موازياً، وهؤلاء ساعدوهم في الخروج إلى سطح الأرض: "خرجنا عبر مخرج العمال. نقلونا في مصعدهم، وقدموا لنا الإسعافات الأولية".
وهرعت فرق الإسعاف إلى مكان الحادث حال وقوعه، فحضرت 100 سيارة إسعاف، و4 مروحيات تابعة لوزارة الطوارئ، تولت نقل الجرحى من المكان. كما حضر عمدة موسكو، سيرجي سوبيانين، إلى مكان الحادث، ونقلت عنه وكالة "إيتار تاس" أن سلطات موسكو ستدفع لكل أسرة من أسر الضحايا مبلغ مليون روبل.
فيما نقلت إذاعة "صدى موسكو"، نقلاً عن المكتب الصحفي في اتحاد التأمين الروسي، أن المتضررين من حادثة مترو الأنفاق يحق لهم تعويض يعادل 2 مليون روبل (حوالي 60 ألف دولار)، وتعويضات دفن بحدود 20 ألف روبل، وللجرحى تعويضات تتعلق بدرجة الإصابة.
حادثة اليوم، ليست الأولى المأساوية التي يتعرض لها مترو أنفاق موسكو. فهناك تاريخ مؤسف من الحوادث الناجمة عن أعطال وعمليات إرهابية، سبق أن تعرضت لها شبكة مترو موسكو التي يستخدمها ملايين الأشخاص يومياً.
وتعرض مترو أنفاق موسكو لأول عملية إرهابية في 8 أبريل/ نيسان 1977. يومها دوّت ثلاثة انفجارات بصورة متزامنة، قتل نتيجتها 7 أشخاص وجرح 37 شخصاً. وفي 17 فبراير/ شباط، 1982، وقعت حادثة في محطة "آفياموتورنايا" نجمت عن عطل في السلم المتحرك، سببها التراخي والإهمال، وحينها تم التعتيم الشديد على عدد المصابين، إلى أن أعلن بعد 9 شهور من وقوع الحادثة، في جلسة المحكمة العليا الروسية السوفيتية، عن سقوط 8 قتلى و30 جريحاً.
تلت ذلك عملية إرهابية عام 1996. وهي العملية الإرهابية الثانية في تاريخ مترو أنفاق موسكو. ففي وقت متأخر من مساء 11 يونيو/ حزيران، انفجرت قنبلة يدوية الصنع في القطار بين محطتي "تولسكايا" و"ناجاتينسكايا"، أدت إلى مقتل 4 أشخاص، وجرح 14 شخصاً.
وأما العملية الإرهابية الثالثة فنفذت في 6 فبراير/ شباط 2004، في إحدى عربات القطار بين محطة "أفتوزافودسكايا" و"بافيليتسكايا". يومها قتل 41 شخصاً، إضافة إلى الانتحاري، أنذور إيجاييف، وجرح أكثر من 250 آخرين.
الحادثة الخامسة، انفجار عند مخرج محطة "ريجسكايا"، وقع الساعة الثامنة من مساء 31 أغسطس/ آب، 2004، حين حاولت انتحارية الدخول إلى المحطة، إلا أنها حين رأت رجال الشرطة ابتعدت عدة أمتار وفجرت نفسها بين مجموعة من الناس، فقتلت 9 من المتواجدين صدفة في المكان.
انفجاران آخران وقعا في محطتي "لوبيانكا" و"بارك كولتوري"، في 29 مارس/ آذار 2010. الساعة الثامنة إلا عشر دقائق صباحاً، وقع الانفجار في المحطة الأولى، أعقبه بعد نصف ساعة انفجار في المحطة الثانية. وتم الحديث عن 19 قتيلاً في الانفجار الأول.
جدير بالذكر أن بعض محطات مترو موسكو أشبه بالمتاحف، وعربات قطاراته يتم تجهيزها في الفترة الأخيرة لتكون أقرب إلى معارض فنية متحركة، وبعضها الآخر يزخرف على النمط الشعبي الروسي، إلا أن الإحساس بالجمال يتعذر مع الخوف. فالمترو مشبع بالكاميرات التي تغطي جميع زواياه، وعرباته كذلك، فهل يتم الكشف عن سبب فاجعة اليوم. أهو الإهمال أم الفساد أم طريقة جديدة في تنفيذ العمليات الإرهابية؟.