أثار إعلان الشركة الوطنية للطرق، التابعة لوزارة الدفاع المصرية، عن رسوم مرور كوبري "تحيا مصر"، المعروف إعلامياً بـ"محور روض الفرج"، موجة واسعة من ردود الفعل الغاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً أن الكوبري المقرر بدء تشغيله تجريبياً نهاية يونيو/ المقبل، يقع داخل حدود العاصمة القاهرة، ولا تمتد مرحلته الأولى إلا لثلاثين كيلومتراً فقط.
وحددت الشركة رسوم عبور الكوبري (قيد الإنشاء) بواقع: 20 جنيهاً لمرور السيارة الخاصة (ملاكي)، و10 جنيهات للسيارة الأجرة (ميكروباص)، و20 جنيهاً للباص (أتوبيس)، و30 جنيهاً للنقل الثقيل (مقطورة/ تريلا)، و25 جنيهاً للنقل الفردي، و15 جنيهاً للميني باص، و10 جنيهات للسيارات ربع النقل، و5 جنيهات للدراجة البخارية.
وقالت الشركة المملوكة للجيش، إن قيمة تذكرة الرسوم تشمل عبور كوبري "تحيا مصر" حتى بوابة روض الفرج/ بوابة أبو رواش، مع إمكانية عمل اشتراكات مخفضة لعبور الكوبري بقيمة 200 جنيه للسيارة الملاكي.
وتوجه حصيلة رسوم عبور الكوبري لصالح صندوق خاص بالشركة بعيداً عن خزانة الدولة، على الرغم من تحمل الموازنة العامة لتكاليف إنشائه، على غرار جميع الطرق والكباري الجديدة بعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تمول من أموال دافعي الضرائب، بينما تذهب حصيلة رسوم عبورها إلى حسابات خاصة بقيادات الجيش.
وقال محمد غزال، على صفحته الشخصية عبر موقع "فيسبوك"، متهكماً: "هو أنا هاعدي على جسر Golden Gate في سان فرانسيسكو ولا إيه؟"، في حين قال محمود رياض: "حلو برضه، بدل اشتراك القطار بقى في اشتراك كوبري!".
وسخر أحمد عيد بالقول: "الحمد لله نسيوا يكتبوا العجلة"، فيما قال إسلام فودة: "أول مرة أشوف كوبري بكارتة (رسوم)... على كده شوارع وسط البلد هاتبقى بإشارة المرور، كل 10 إشارات بـ 5 جنيهات".
وقال مصطفى حسن: "يعني عشان أروح الشغل ادفع بالصلاة على النبي 40 جنيه كارتة بس رايح جاي... وده غير البنزين". وأعرب أحمد سعيد عن استغرابه، قائلاً: "أنا أول مرة أشوف كوبري فيه كارتة"، وقال يحيى: "20 جنيهاً عشان تعدي كوبري داخل القاهرة".
وعلق محمد العربي، بقوله: "الغريب تقولهم ده غرقنا في الديون، ورفع الدعم والضرائب، ونفخنا، وباع أرضنا... يقولولك هو حط الفلوس في جيبه، ما بيعملكم طرق وكباري... ولما تيجي تقولهم دلوقتي ادفع ليه تاني، يقولولك يعني عايزين تستعملوا الطريق ببلاش... لا تجادل الكائن البلحاوي"، في إشارة منه إلى مؤيدي السيسي.
ولخص محمد كامل المشهد بجملة: "شخلل عشان تعدي"، بينما قال مصطفى عماد: "كارتة عشان أمشي داخل القاهرة الكبرى؟ ناقص يعملوا كارتة على الطريق الدائري!".
وقال أمين محمد: "الله يرحم أيامك يا أبو علاء (الرئيس المخلوع حسني مبارك)، يا ملك الكباري"، وقال عبد الرحمن عيسى غاضباً: "فين اللي كانوا بيقولوا الكوبري ببلاش، وهايخف الزحمة". واقتبس نور الدين ماهر كلمات السيسي، قائلاً: "هاتدفع هاوريك اللي عمرك ما شوفته!".
وقال أنس رضا: "ولاد (...) اللي فرحانين بشوية الطرق اللي عاملها (السيسي)، أي طريق عاوز تعدي عليه هاتدفع فلوس... إحنا بنعملك طرق عشان تدفع أنت حسابها، وييجي شوية (...)، ويقولولك إنجازات!".
تجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى لكوبري "تحيا مصر"، تبدأ من الطريق الدائري الإقليمي حتى طريق (القاهرة-الإسكندرية) الصحراوي، على أن تمتد المرحلة الثانية من الكيلو 39 منه حتى الطريق الدائري عند منطقة بشتيل، والمرحلة الثالثة من الطريق الدائري وصولاً إلى منطقة شبرا.
ويشمل الكوبري جسراً يربط بين ميدان الخلفاوي بشبرا، ويمتد للجهة المقابلة من النيل بجزيرة الوراق، ويضم أكبر فتحة ملاحية عبر نهر النيل تسمح بمرور الفنادق العائمة، وممشى زجاجياً بطول الكوبري للمواطنين.