الجزائريون ليسوا بخير. هذا ما كشفه التقرير الذي أعده الديوان الوطني للإحصاءات أخيراً، برعاية وزارة الصحة ومشاركة عدد من المنظمات الدولية المتخصصة، معلناً أن "18 مليون جزائري يعانون أمراضاً مزمنة"، وسط نقص في الخدمات الطبية. ويتصدر هذه الأمراض "ارتفاع الضغط الشرياني بنسبة 4.4 في المئة، والذي غالباً ما يصيب الشباب". ويعزو الأطباء الأمر إلى "تغيّر نمط عيش الجزائريين، والإقبال على الوجبات السريعة المشبعة بالدهون، وتفشي التدخين، وقلة الحركة، والامتناع عن الرياضة، عدا القلق والعصبية".
ويلي الضغط الشرياني أمراض الروماتيزم والحساسية والربو الذي يصيب الأطفال على وجه الخصوص، بحسب التقرير. ولفت أيضاً إلى "انتشار أمراض السرطان بمختلف أنواعه، وداء التهاب الكبد الفيروسي، إضافة إلى السكري بنسبة 1.2 في المئة، علماً أن النساء أكثر عرضة للإصابة به من الرجال بنسبة 2.3 في المئة، وخصوصاً بعد سن 25". وفي السياق، قال رئيس مصلحة الأمراض الداخلية في مستشفى "وهران" بلحاج محمد، إن "50 في المئة من المصابين بداء السكري حدثت لديهم مضاعفات كفقدان البصر أو الشلل".
وأشار التقرير أيضاً إلى أن "ضغط الدم وأمراض القلب لا يصيبان كبار السن فقط، بل يهددان أيضاً حياة آلاف الشباب". وأظهر أن "الأمراض المزمنة تصيب 6.2 في المئة من الذين تقل أعمارهم عن 19 سنة، و3.4 في المئة من الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 سنة، و5.18 في المئة من الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و59 سنة، لتصل إلى 51 في المئة لدى كبار السن (60 سنة وما فوق)". وسجل "تتفشى هذه الأمراض عند النساء أكثر من الرجال". كذلك، قال إن "1.5 مليون جزائري يعانون اضطرابات عقلية".
ويبدو أن الجزائر ليست جاهزة تماماً لاستيعاب "الظاهرة الصحية الجديدة" هذه، إذ أعلن رئيس الشبكة الوطنية لجمعيات مرضى الأمراض المزمنة بوعلاق عبد الحميد "وجود تراجع في الخدمات"، عازياً السبب إلى "غياب الكفاءات في وزارة الصحة". ولفت إلى أن "المستشفيات تعمل على وضع مخططات و برامج جديدة تماشياً مع الوضع الصحي المستجد". وطالب "بضرورة فتح نقاش وطني تشارك فيه جميع الأطراف المعنية لإيجاد حل".
وكان مشاركون في يوم دراسي حول الأمراض التنفسية الأسبوع الماضي، أوصوا بوضع برنامج وطني لمكافحة الأمراض التنفسية، لاسيما انسداد القصبات الهوائية.